كشف محلل اسرائيلي بارز في شؤون الاستخبارات وأحد المقرّبين من المؤسسة الأمنية والعسكرية في اسرائيل أن الجبهة مع سوريا قابلة للانفجار في أيّة لحظة وأن المواجهة المقبلة ستشتعل بين اسرائيل وسوريا وليس على الجبهة الجنوبية بين «حماس» واسرائيل وفقا لتقديرات مصادر وصفها بالمطّلعة في اسرائيل. وفي مقال له نشرته صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية قال رونين بيرغمان ان «هذا الوضع القابل للانفجار في كل لحظة يفنّد الانطباع السائد لدى الاغلبية الساحقة في الاسرائيليين والأجانب بأن الحدود الشمالية هادئة وأنه لا توجد امكانية لاندلاع مواجهة عسكرية بين اسرائيل وسوريا، مؤكدا أن معلوماته تعتمد على مصادر رفيعة جدا في تل أبيب. توتر شديد وأضاف بيرغمان انه وفق المصادر الاسرائيلية عالية المستوى فإن توترا شديدا تشهده المنطقة الشمالية بين الجيشين السوري والاسرائيلي، مشيرا الى أن عدم تطرّق وسائل الاعلام العبرية وغيرها الى هذا التوتر لا يخفف من قوته. وللتدليل على أن الوضع قابل للانفجار قال بيرغمان إنه بين 22 و25 فيفري الماضي أجرى الجيش الاسرائيلي مناورة واسعة النطاق على الحدود الشمالية، وكان من المقرّر أن يتم خلال المناورة استدعاء جنود الاحتياط في الجيش الاسرائيلي ولكن بسبب التوتّر مع السوريين تقرّر عدم استدعاء جنود الاحتياط وذلك في محاولة لتخفيف حدّة التوتر، وحتى لا يفهم الطرف الثاني، أي سوريا و«حزب الله» أن اسرائيل تعدّ العدّة لضربة عسكرية، الامر الذي كان سيدفع بالسوريين الى توجيه ضربة استباقية، على حد وصفه. وأضاف المحلل الاسرائيلي أنه حتى قبل فترة وجيزة كان السيناريو الاقرب الى أن يصبح حقيقة هو قيام الجيش الاسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية «قاسية» لايران بهدف تدمير برنامجها النووي، والاستعداد لتلقي الضربة مما أسماه بالطرف الراديكالي في المنطقة ولكن حسب المصادر الأمنية والسياسية في تل أبيب فإن هذا السيناريو أسقط في الأيام الاخيرة بسبب فهم صنّاع القرار في تل أبيب أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو سيستجيب للطلب الامريكي بمنح ايران فرصة اضافية للحل الديبلوماسي. وتابع المحلل قوله إنه بالتوازي مع ذلك فإن أمورا أخرى من شأنها ان تحوّل الهدوء المزعوم في الشمال الى حرب ضد اسرائيل. توقّعات ومخاوف وفي هذا السياق قالت المصادر ذاتها انه من المحتمل جدا أن يقوم «حزب الله» اللبناني بعملية انتقام لمقتل قائده العسكري عماد مغنية. وأشارت المصادر الى أن «حزب الله» فشل من قبل في تنفيذ عمليات انتقامية ضد أهداف اسرائيلية في عدة أماكن، لكن هذا الفشل لم يردع الحزب عن مواصلة جهوده لاخراج عملية نوعية ضد أهداف اسرائيلية لأنه يخطط لعملية كبيرة تكون بمثابة ضربة قاسية لاسرائيل، حسب تعبيرها، ووفق المصادر ذاتها فقد حذّرت الخارجية الامريكيةدمشق من أن تزويد «حزب الله» بالأسلحة المتطورة سيؤدي الى اشتعال الحرب في المنطقة. وقد أجرت الجبهة الداخلية الاسرائيلية أمس الأول تجارب على صفارات الانذار في عدة مناطق من بينها مدن وبلدات الرملة واللد ومودعين. ووفقا لاذاعة الاحتلال فقد سُمع دوي صفارات الانذار لمدّة دقيقة ونصف الدقيقة. وانتهت الجبهة الداخلية الاسرائيلية من اجراءات تجارب على صفارات الانذار في عدّة مناطق منها القدس وعسقلان واسدود وحيفا وصعد والأغوار، وتأتي تلك التدريبات تحسّبا لوقوع حرب قادمة.