حذر رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من أن الشرق الأوسط مقبل على كارثة اذا لم يتم التوصل الى اتفاق سلام بين اسرائيل والعالم العربي، لكنه اعتبر أن الخلافات القائمة في لبنان على خلفية قضية اغتيال والده رفيق الحريري لن تؤدي الى نزاع مؤكدا أن سوريا بريئة من دم والده. وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) قال الحريري أن الوضع الراهن في المنطقة يسمح بانتشار التطرف، وان العالم بأسره يدفع ثمن سياسات اسرائيل حيال الفلسطينيين كما أن غياب السلام يساعد أيضا القوى المناهضة للغرب بما في ذلك ايران. من يدفع الثمن؟ وأضاف الحريري مخاطبا كبير محرري الشرق الأوسط في «بي بي سي» أنتم تدفعون الثمن في لندن وفي أوروبا وفي الولاياتالمتحدة وفي كل مكان «متسائلا ماذا يفعل المجتمع الدولي للمساعدة في عملية السلام في الشرق الأوسط». واعتبر الحريري أن لايران نفوذا كبيرا في المنطقة لكنه أكد أن الفشل في تحقيق السلام بين اسرائيل والعالم العربي هو مصدر التهديد الحقيقي لاستقرار المنطقة. وأضاف الحريري أن «مئات الملايين من العرب والمسلمين يشاهدون يوميا لقطات تلفزية عن تدمير منازل الفلسطينيين بواسطة الجرافات الاسرائيلية وهذه الاجراءات لا تقود الى تأجيج المنطقة فقط لكنها تؤثر على العالم بأسره أيضا». وقال الحريري أيضا انه سيستمر في دعم التحقيق الدولي في اغتيال والده. وفي حديث آخر لصحيفة «تايمز» اللندنية سئل الحريري عن ضلوع محتمل لسوريا في اغتيال والده فأجاب «أنا لا أعتقد أن للرئيس الأسد أي علاقة بهذا الموضوع». وأضاف الحريري أن العلاقة بين البلدين (لبنان وسوريا) محكومة بمصالح كليهما وليس بالمسائل الشخصية التي تتعلق بي... العلاقة مع سوريا جغرافيا وسياسيا مهمة، وعلي أن أتصرف كرئيس حكومة وليس كسعد الحريري». ولفت رئيس الوزراء اللبناني الى أنه يقلل الكلام في هذه الأوقات الصعبة ايمانا بأن «ما نحتاج اليه هو الحوار وتحدث الواحد مع الآخر بدل اتهام بعضنا بعضا عبر الاعلام». وخلص الحريري الى القول «لا أؤمن بأن دم رفيق الحريري سيؤدي الى نزاع في البلد». جلسة ساخنة وتأتي تصريحات الحريري الذي يزور لندن مع اعلان تأجيل جلسة مجلس الوزراء اللبناني الى الاربعاء المقبل، حيث رأى مراقبون أن الاتصالات الاقليمية وخصوصا على محور دمشقالرياضطهران فعلت فعلها من خلال ارجاء المواجهة على بند «شهود الزور» الذي يتصدر جدول أعمال مجلس الوزراء وفتح باب المناقشة الهادئة اليوم في جلسة الحوار الوطني بقصر بعبدا الرئاسي. وقالت مصادر مقربة من رئاسة الجمهورية اللبنانية ان الرئيس ميشال سليمان سيدعو خلال الجلسة التي سيقاطعها النائب ميشال عون الى «عدم التلهي بالنزاعات مع تشديده على أن الخلافات أيا كانت يجب حلها بالتفاهم والتعاون بدل التنازع والإلغاء». من جانبه قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري ان الأجواء ايجابية ووصف تأجيل جلسة الحكومة بأنه أمر تقني لا أكثر ولا أقل نجم عن استمرار زيارة الرئيس الحريري الى العاصمة.