اختتمت أمس الندوة الدولية الثانية والعشرون للتجمع الدستوري الديمقراطي التي بحثت محاور متعلّقة بالشأن الشبابي في عالم اليوم وقد أبرز البيان الختامي أهمية الانكباب على الدراسة الفعلية لمختلف القضايا التي تشغل الفئة الشبابيّة وربطها بمجموع التحوّلات والتغيّرات الجارية في العالم وذلك بهدف بلوغ الغايات المرجوة من ضمان مساهمة واسعة لهذه الفئة في الاهتمام بالشأن العام وإتاحة الفرصة أمامه للتعوّد على تحمّل المسؤوليات. وقد شهدت مختلف جلسات الندوة حرصا كبيرا من المشاركين على تبليغ رؤاهم وتصوراتهم حول الوضع الشبابي في عالم اليوم عبر مقاربات ومحاضرات وتدخلات توزّعت على وجه الخصوص على المستويين الفكري والسياسي ، كما نوّه المتدخلون بالأفكار والمضامين الجيّدة التي وردت في خطاب الرئيس زين العابدين بن علي عند افتتاح الندوة، وهو الخطاب الّذي استقرأ أوضاع الشباب اليوم وقدّم تصورات عملية ومدروسة حول سبل النهوض بهذه الأوضاع والانتقال بالمشاركة الشبابيّة إلى آفاقها المأمولة والمرجوّة خدمة لشؤون الأوطان وكذلك دعما لروح التضامن والإيمان بالتسامح وقيم الحوار والتعايش بين الأديان والثقافات والأديان. خطاب منهجي ومقاربات وقد أبرز الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي في كلمته في اختتام الأشغال أهمية الخطاب المنهجي للرئيس زين العابدين بن علي ممّا جعلهُ الأساس المرجعي لأعمالها بما اشتمل عليه من رؤية استشرافيّة شاملة لموضوع الشباب في عالم اليوم وما تكتنفُهُ من رهانات وتحديات ممّا بوّأ الخطاب الرئاسي كي يكون وثيقة مرجعيّة بالغة الأهميّة على صعيد التفكير العالمي في المسألة الشبابيّة بمختلف جوانبها ومستوياتها ، كما نوّه الغرياني بالمستوى المرموق للمحاضرات وما تلاها من نقاش وتبادل لوجهات النظر حول المحاور المدرجة في برنامج الندوة وكذلك بما توصّلت إليه هذه الندوة من تصورات ومقترحات وتوصيات مثّلت بصفة ملموسة إثراء نوعيّا قيّما للرصيد الفكري المتعلّق بأوضاع الشباب في العالم. وكان اليوم الثاني قد شهد تقديم عدد من المداخلات في جلسة ترأسها السيد عبد الله القلال عضو الديوان السياسي للتجمّع ورئيس مجلس المستشارين وتركّزت أعمالها حول محور الشباب والمشاركة السياسيّة بعد أن كانت جلستا اليوم الأوّل بحثت محوري الشباب والثورة الرقميّة والشباب وتغيّر المرجعيات. شباب تونسي متحفّز وقد أبرز السيّد سمير العبيدي وزير الرياضة والشباب والتربية البدنيّة في مداخلته الأهميّة التي يلقاها ملف تعزيز المشاركة السياسية للشباب في تونس وفق الرؤية المتبصّرة للرئيس زين العابدين بن علي التي فتحت الباب واسعا أمام معالجة جذرية وممنهجة للمشاغل الشبابية وتفاعلت بالشكل الإيجابي مع مجموع تطلعاته ممّا حفّز لدى هذه الفئة طاقات الإبداع والابتكار والتجديد ودفعهُ إلى الاهتمام بالشأن العام والانخراط الواعي والمسؤول في الأحزاب والعمل السياسي والمدني ، وقال العبيدي إنّه لا بدّ من التعامل اليوم مع واقع جديد مفادهُ أنّ الشباب يعيش أوضاعا وتجارب تختلف عمّا عرفتهُ الأجيال السابقة ، ذلك أنّ المجتمع والثوابت الايديولوجيّة والمرجعيات الأخلاقيّة والإشكاليات الكبرى كلّها تغيّرت ولذلك فلم تعد العلاقة بالسياسة والشأن العام هي ذاتها وأصبحت للشباب انتظاراته الخصوصيّة المتماشية مع وضعه وطموحاته ورؤاه وتحدياته وأصبح في حاجة إلى صيغ جديدة وآليات مستحدثة للمشاركة السياسيّة.