قمرت 3 نوفمبر 2010 (وات) - تواصلت يوم الأربعاء أشغال الندوة الدولية الثالثة والعشرين للتجمع الدستوري الديموقراطي في اطار الجلسة الثالثة والاخيرة والتي تمحورت حول موضوع الشباب والمشاركة السياسية. وقد ثمن المشاركون في اشغال هذه الجلسة دعوة الرئيس زين العابدين بن علي الى اعلان 2010 سنة دولية للشباب منوهين بثراء خطاب سيادته الافتتاحي للندوة وبما تضمنه من مقترحات جادة للنهوض بأوضاع الشباب وحثه على الاقبال على المشاركة بفاعلية في الحياة السياسية. وتم خلال الجلسة التي ترأس أشغالها السيد عبدالله القلال عضو الديوان السياسي للتجمع ورئيس مجلس المستشارين تقديم ثلاث محاضرات أبرزت الاولى التي القاها السيد نادر الذهبي عضو مجلس الاعيان الاردني ورئيس وزراء سابق أن نظرة الشعوب الى المستقبل وما ينطوى عليه من تحديات يعني بالضرورة الاهتمام بالشباب لانه المعني قبل غيره بالمستقبل ولكونه القوة القادرة على تحقيق الافضل للامم والقاطرة الحقيقية لمسار التنمية. واكد ضرورة تكثيف الجهود لحماية هذه الشريحة من كل ما من شانه ن يعرقل انخراطها في العمل الجمعياتي ومشاركتها في العمل السياسي مشددا على أن عزوف الشباب عن العمل السياسي بات أمرا واقعا أثبتته الدراسات والبحوث الاجتماعية وهو ما يستدعي استنباط اليات وحوافز لتحقيق المصالحة بين الاجيال الشابة والعمل السياسي. ولاحظ ان التباعد بين الشباب والعمل السياسي بالبلدان النامية والبلدان العربية يعزى بالخصوص الى انصراف الشباب في مواجهة مشاكل البطالة واثبات الذات موضحا أن فتح منابر الحوار وقنوات التعبير أمام الشباب للتعبير عن مشاغله بات أمرا ملحا وضرورة حتمية لتجنبيه الانزلاق وراء تيارات ارهابية وحركات اصولية استفادت مما وفرته التقنيات الحديثة للاتصال من امكانيات واسعة لبث افكارها الهدامة. ونوه بريادة التجربة التونسية في التعاطي مع مشاغل الشباب وتوفقها في ارساء مقاربة تنموسة شمولية يلعب الشباب فيها دورا محوريا . وتطرقت السيدة ماريا راوخ كالات رئيسة جمعية الصداقة النمساوية التونسية في محاضرتها الى دور التربية والتعليم في تكوين شباب قادر على المساهمة بفاعلية في الحياة العامة وفي العمل السياسي معتبرة المكونين حجر الزاوية في هذا التوجه الذى أقبلت عليه عديد البلدان الغربية وبعض من البلدان النامية. وبينت ان المؤسسة التربوية تعد الفضاء الاول الذى يتعلم فيه الشباب ثقافة الحوار والاقناع والانصات الى الاخر والتعبير عن الذات مشيرة الى نجاح بلادها في هذا التوجه. وأوضحت أن كل الاحزاب السياسية النمساوية تولي الشباب أهمية بالغة وتتاسبق للفوز بثقته الامر الذى عزز نسبة مساهمته في العمل السياسي وفي دواليب الحياة العامة. واشادت بريادة التجربة التونسية في مجال الاحاطة بالشباب والاصغاء لمشاغله بما عزز نسبة اقباله على المشاركة في الحياة العامة وعلى العمل السياسي . وبين السيد سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية ان تونس قد اتبعت مقاربة شمولية في مجال معالجتها لمختلف القضايا المتعلقة بالشباب تنطلق من رصد واقعه وتحليل اوضاعه بهدف رسم السياسات والتوجهات واستشراف الافاق المستقبلية لهذه الشريحة الاجتماعية. واوضح في محاضرة قدمها في اطار الجلسة الثالثة للندوة الدولية للتجمع بعنوان /الشباب والمشاركة السياسية/ ان المقاربة التونسية للشان الشبابي ترتكز على اساس الحوار والنقاش والتفاعل مع هذه الفئة مبرزا اهمية الاجراءات والقرارات والمبادرات الرامية الى تكريس الحقوق السياسية لهذه الفئة وتيسير مشاركتها في الشان العام وخاصة منها احداث برلمان للشباب والتخفيض في سن الترشح لمجلس النواب الى 23 سنة وسن الانتخاب الى 18 سنة. وتعرض السيد سمير العبيدى الى التحديات التي يواجهها الشباب اليوم ومن بينها بالخصوص التشغيل والتكوين والتحدى الرقمي في ظل ما يشهد العالم من ثورة تكنولوجية تستوجب مزيد العناية بهذه الفئة وحمايتها من الوافد الفكرى المشجع على الانغلاق والتطرف. واستعرض في هذا السياق اهم الاجراءات الرئاسية الهادفة الى مزيد نشر الثقافة الرقمية في تونس والتي تدعمت بما تضمنه البرنامج الرئاسي /معا لرفع التحديات/ من توجهات في هذا المجال. وثمن المتدخلون في اطار الجلسة الثالثة للندوة الدولية للتجمع المقاربة التونسية الرائدة في مجال معالجة قضايا الشباب وما حققته من نجاح جعل منها نموذجا يحتذى على مختلف الاصعدة. واكدوا ضرورة مزيد نشر ثقافة التطوع وترسيخ القيم الكونية الانسانية لدى الشباب وتعزيز المرجعيات الدينية القائمة على الوسطية والاعتدال باعتبار ان المرجعيات القيمية هي ركيزة اساسية في تكوين شخصية متوازنة لدى الاجيال الصاعدة. ودعوا الى مزيد العناية بالشباب العربي في مناطق النزاعات والحث على تشريكهم في مواقع القرار موءكدين على اهمية تبادل الخبرات بين البلدان والاستفادة من التجارب الناجحة في الشان الشبابي. ونوهت احد المتدخلات بمبادرة منظمة المراة العربية برئاسة السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية باحداث يوم عربي للشباب العربي الى جانب المبادرات الاخرى الرامية الى النهوض بوضعيتهم وتكريس حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتعزيز انخراطهم في الشان العام.