فتح نائب جمهوري كبير الباب أمام انشقاقات محتملة في الحزب الأمريكي الحاكم حين أكد أنه تعرض للخداع بخصوص أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة معبرا عن أسفه لأنه أيّد قرار غزو العراق. ومن غير المستبعد أن يدفع موقف النائب واسع النفوذ عن ولاية نبراسكا «دوغ بيروتر»، نوابا آخرين في الكونغرس من الحزب الجمهوري الى تصعيد وتيرة المعارضة لساسات ادارة بوش الابن داخل الحزب الحاكم نفسه. وفي رسالة بعث بها الى الناخبين في دائرته خلال هذا الشهر، شدد بيروتر، العضو المؤثر في لجنة العلاقات الخارجية والاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي، على أن غزو العراق لم يكن مبرّرا باعتبار أن المعلومات بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة لم تكن صحيحة. وقال النائب الجمهوري الذي يتأهب لمغادرة الكونغرس ليرأس مؤسسة مكلفة بتعزيز العلاقات بين الولاياتالمتحدة وآسيا، ان سمعة أمريكا تراجعت كثيرا بسبب غزو العراق. وأضاف أن سمعة الولاياتالمتحدة تدنّت الى حدّ غير مسبوق مشيرا ايضا الى تراجع قوة الحلفاء. وأشار النائب الجمهوري في السياق ذاته الى تفاقم الخسائر البشرية لقوات الاحتلال الأمريكية في العراق والى الزيادة الكثيرة في الانفاق على احتلال هذا البلد. ولاحظ في هذا الباب تحديدا ان كلفة الاحتلال الأمريكي للعراق تفوق الخيال على المدى القصير كما على المدى الطويل. وشدّد «دوغ بيروتر» على أنه لا توجد طريقة سهلة وسريعة للخروج من «الورطة» الأمريكية في العراق دون خلق مزيد من المشاكل. وقال النائب الجمهوري واصفا ما يواجهه المحتل الأمريكي في العراق: الآن نحن متورطون في فوضى خطيرة باهظة الثمن ولا توجد طريقة سهلة وسريعة لإنهاء مسؤولياتنا في العراق دون خلق مشاكل مستقبلية أكبر في المنطقة وفي العالم الاسلامي بشكل عام. وكما معظم النواب الجمهوريين والديمقراطيين، كان دوغ بيروتر قد أيد استخدام القوة ضد العراق لكنه بدا في رسالته التي تحمل تاريخ السادس من أوت الجاري كما لو أنه «يتبرّأ» تماما من دعمه لقرار غزو العراق الذي يثير مزيدا من المعارضة داخل الولاياتالمتحدة. لكن المعارضة لا تقتصر على الداخل حيث يتعزز الرفض الدولي لسياسة واشنطن ليس في ما يخص العراق فحسب وإنما بشأن قضايا عالمية أخرى عديدة.