**عندما يقع المرء مرة ثانية...! وبعدما دمرني الاحباط والخنوع واهتزت مشاعري وملأت بوتقتي الأحزان والدّموع جئت يا صغيرتي خرجت من مصيبتي واشعلت في عالمي شموع... وقعت فيها سابقا وقعت فيك لاحقا ما أروع في حبّك الوقوع.. ! تغيّرت، تطورت مشاعري ونضرت ملامحي منذ اقتحمت واحتي سكنت قلبا عشش ما بينها الضلوع ما أجمل الطيور في أعشاشها حين تغنّي، تارة وتارة تمسح بريشها الفؤاد والضّلوع أرجوك لا تغادري ابقي هنا لا تخرجي لا تبحثي الحبوب يا عصفورتي كلي بقايا كبدي يقتلني الذهاب والرجوع... ركعت عقدا كاملا أمامها وراءها في حضنها في سجنها ما أتعس لغير اللّه السجود والركوع ثانيتي.. إذا صلّيت في هواك لا تلومي واعذري فلن يكون في الصلاة ثمة خشوع...! إذا قبلت مرحبا وإذا رفضت مرحبا لا تقلقي... سوف أنهي الموضوع فالحرّة لا تأكل من ثدييها حينما تجوع...! * حسين الغربي (بوسالم) ---------------------------------------------------------- **بكاء صيف حار اشرب... اشرب، يلزمك الكثير من الماء لتطفئ هذا الحريق المشتعل بداخلك... ما أحرّ بكاء الصيف... لا موقد... لا غطاء... لا شتاء... لا رعد... لا برق... لا ليل زاخر بالأصوات... لا فضاء خرافي يستهوي العشاق، إنه الصيف ما أشد حرارة البكاء. اشرب... اشرب، كم يلزمك من الماء لتطفئ هذا الحريق؟ ما كان لك أن تشعر بالارتياح وهذا الجرح أبى إلا أن يستمر ولكن البكاء لا يداوي الجراح. كم يلزمك من الماء لتطفئ هذا الجحيم المشتعل؟ أعرف أنك سافرت ورأيت ما رأيت وجلست في الركن الخفي من عالم بدا لك واضحا وعندما عدت تعلمت أن الطيور المسكونة بالخوف تحن دائما إلى الأقفاص، وأن الظلال التي كنت تراها تمر أمام الكهف مجرد ظلال لرجل منهك. كم هو مؤلم الشعور بالعجز عن الكتابة وأنت ترى ما بنيته بخليط من دمك ولحمك وأشياء أخرى تنهار تحت أشعة الشمس الحارقة. الجسد المرتبك المتألم المسكون بالخوف، المجوف من الداخل كفزّاعة حقل، الجسد الذي لا يستطيع أن يحدد موقعه بين الأنا والآخر هل سيكون قادرا على غرس نبات واحد في هذا الصيف الحارق؟ الجسد الذي لا يستطيع أن يكشف عورته هل سيكون قادرا على كشف حيرته؟ الجسيد الملك المطرود من مملكته 30 ألف دمعة لمن يقبض عليه حيا أم ميتا أو من يدلي بأي معلومة عن مكان اختفائه متهم بأنه استولى على مدخرات مملكته واستعمالها في ما لا ينفع، متهم بتقديم هدايا ثمينة من مملكته لافراد من أهله وعشيرته، جسد متهم بقتل الكثير من أفكاره وسجن الباقين على قيد الحياة، جسد متهم بالمتاجرة بأرضه وبيعها للغرباء. اشرب.. اشرب... فبكاء الرجال أدهى وأمر قد يطفئ الماء الحريق المشتعل ولكنه لا يبرئ الجراح المستمرة. جسدي... لقد سرقت حريتي... أتراك تنساني في وحدتي؟ * منير اسماعيل (القيروان) ----------------------------------------------------- **لن أنسى... لن أنساك... يا أملا غاب عني سنين... وحلما طال انتظاره ساكنا، وجداني، الحزين. يا قلبا احتويته، ولم يحتوني لحين. الآن عدت! تأمل الكثير... فأملك السرمديّ بزغ، وحلمك المنشود تلاشي... وتلاشي... وقلبك الحديدي تحطّم كما حطّمت قلبي... وزرعت في وجعي. *** فارحل عنّي... سنينك الطويلة مرّت. وأيامك السوداء ولّت. ولم يعد حبّك الآثم، يعنيني. ولا كلماتك المسروقة تستهويني. ولا دموعك الزائفة تربكني أو تبكيني وغموضك المزعوم لم يعد يغرقني.. في بحار حيرتي وشكّي ويقيني *** فارحل عنّي... واتركني أعيش كما أنا بصفائي ونقائي كما الصّدق يستهويني * إيمان المي (منوبة) ----------------------------------------------------------- **أعرف عدوك خلّصت ثأرك يابن زين من عمر قم أجبني أيّ عضو فيك باق ينتظر أيّ شيء بعد هذا ينتظر خذ سلاحك والتحارب في الصحارى في البحار في «الدّشر» ولتعلم ما كان غادرك عمر إنما الغادر ذاك يسكن حيث هناك في خياشيم القمر دمّر بيتك عمدا ذبح طفلك جهرا واستقر * حسين الغربي (بوسالم) ----------------------------------------------------------- **وجع الأيام الوحدة معي ترافقني ووجع الأيام ينحت في قلبي أبحث عن صديقة عن حبيبة عن امرأة تضع قلبي وتصنع من ذاتي مدينة من ضباب شامخة فوق عرش العشق تكسر الوحدة والسكون وتوغل بي في قصور الحب المكونة من ايحاء الشاعر وتنحت اسمها في سجل حبي المولود من رحم الحياة فراغ.. فراغ.. فراغ.. فراغ. * عامر العياري (تونس) ------------------------------------------------------- **ردود سريعة * لطيفة براهمي الهيشرية: «قدرك أيتها الحياة» فيها نفس شعري ننتظر منك نصوصا أخرى ودمت صديقة لواحة الابداع. * محسن حسين زغوان: شكرا على مشاعرك الجميلة. ننتظر منك نصوصا أخرى ودمت صديقا لواحة الابداع. * عائشة عزالديني سوسة: «لأجل عينيها» تكشف عن موهبة شعرية جميلة، ننتظر منك نصوصا جديدة ودمت صديقة ل»الشروق» وشكرا على البطاقة. * يسرى البجاوي بنزرت: قصائدك جميلة سننشرها مستقبلا. * محمد الزريبي حمام شط: