أنا الآن أمام قلمي سأكتب وأكتب الى آخر العمر، سأعبّر بالحروف والكلمات سأقطع مسافة السطور، وأشقّ رياح العبارة، سأنتهي الى آخر اللغة، سأحرر ساحة الورقة من أعشاب طفيلية سافرت جذورها الى حيث يقيم المبدأ وعانقته بزمن الاوجاع الصامتة. فإلى متى سنظل نبتسم ونرقص والحروف تسقط أمامنا الحرف تلو الآخر؟ الى متى سنظل نعانق صدر الأوهام والفجر في دروبنا يحترق؟ أوهاما عدّلت لنا الأوقات وزينته بحبر الخطيئة وأنّقته بربطة عنق هي في الأصل تخنق اعناقنا. أظن أيّها التائهون في وادي الخراب أننا صرنا جسرا تمر منه أفاعي سامّة متمردة حوّلتنا الى كتلة من العجز المقيت والسكون الجنائزي المطبق. نحن نتلذّذ والمبدأ هو الذي يتوجّع أجل هذه هي الحقيقة فقد مات المبدأ بين أيدينا تمتعوا أيها التائهون بأوساخ الحثالة وانسوا المبدأ فربما صار أكذوبة عهد لا يوجد، وانصرفي أيتها الأفاعي الى دعارة أفكارك واصنعي الرّذيلة من أثواب الحائرين فالقدر لا يرحم أحدا ولا يرحم حتى الفاشلين. لبنى الخزري بوحجر المنستير ** رثاء كل كلمة حب قلتها لك تلعنك وتشتمك كل لحظة حب جمعتنا ترثي نفسها وكل مكان جمعنا يخجل من فعلتك النكراء كل وردة شهدت على لحظات حبنا الخالدة تبكي بدموع لا تجف كل موجة بحر استمتعت بلهونا وضحكنا تثور وتزمجر غضبا وحقدا عليك وأنا الحمامة المجروحة أبكي بكاء... ينطق له الجماد... وأحاول عبثا... وقف نزيف الجرح الغائر. عربية مولهي (حمام الأنف) ** خاطرة: حريق الذكريات في ليالي الشتاء الباردة وأنا أكتوي بلظى الهجر والفراق شعرت أن حرارة الذكريات اصبحت تلفح مشاعري لتوقظها من أعمال وعيها الباطني كي تشاركني محنتي مادمت أقف على الأطلال كي أستبيح قدسية وجهك الملائكي... إنّ لهيب الحب يتأجج في كما ألسنة اللهب داخل المدفأة والتي تزداد اشتعالا كلما دست لها الحطب... إنّ قلبي تدفعه حرقة اللقاء كي يجمع شتاته وينصهر في بوتقة أحلامنا التي أجهضت دون ان يكتب لها التواصل وبالتالي قررت أن أولد من رحم المأساة بما أن علاقتنا انتهت واختار كل منا طريقه... إنّ مشكلتي هو أنني انسان لا أستقر على حال فأنا رجل قلق ومقلق لا غير... لطالما ساءلت نفسي كيف لهذا العقل أن يستوعب سجل ذكرياتنا المثخنة بالجراح والتي بقيت جرحا لا يزال يندمل... إن العبرات تناسب من مقلتي نهر عذاب ولا تكتفي بذلك بل تغسل ما تجود به قريحتي على الورقة رافضة ان تكون ذكريات شعرا ما دامت المعاناة متواصلة وسيل الدموع لا ينتهي. سوف أرثيك طالما في عيني دمع الى أن تجف مآقي وحينها تفتر قريحتي وأنساك رويدا رويدا. فؤاد بوقطاية ( القلعة الكبرى) ** لتغدقني عشقا لمدائني ماء وجهك وسمرة لمحك *** لمدائني ثورة كيانك وعزّة نفسك *** فيك تستبيح الطفولة براءتها وتعانق العذارى مرافئها وتزغرد أمّي إجلالا لخالقها *** لمدائني حدّث الحادون عن شقّ صدرك واصطفائك لروحي قبلتها *** لتغدقني عشقا اذا وتعرّج نحو النفس تنصفها فكم من أنثى عشقك أجهضها وكم من فصول عن التاريخ حوّلها وكم من حصون من غير حرب فتحها *** لتغدقني عشقا اذا فحبك أقام الدنيا ولدي قدّمها *** لتغدقني عشقا اذا قسما لأملأنّ الدواوين يحبّك أشغلها فتاة العين خيرة أولاد خلف الله (المطوية) ** ردود سريعة *سميرة عيفة أولا الشامخ: دمت صديقة لواحة الابداع، ننتظر منك نصوصا أخرى أفضل مما وصلنا. *مروى شبح القلعة الكبرى: «أعترف لأول مرة» فيها ومضات شعرية جميلة ننتظر منك نصوصا أخرى. *حسن زيد الناظور: «اعترف» فيها نفس شعري يجعلنا ننتظر قصائد أفضل منك. *عبد الوهاب القصرين: «دعاء بغداد» ننتظر أفضل منها، دمت صديقا لواحة الابداع. *كريم الذهبي الهوارية: «من أجلك وإليك» تكشف عن موهبة ندعوك لتطويرها مرحبا بك في نصوص أخرى.