تونس – الشروق – حوار أمين بن مسعود : أكد رئيس الاتحاد الدولي للمحامين المحامي اللبناني أنطوان عقل أن المحكمة الدولية مشروع فتنة دينية وحرب أهلية لبنانية مشددا على أن الفتنة لن تشتعل مهما حاولت القوى الكبرى تأجيجها. وقال في حديث ل«الشروق» إن إسرائيل تسعى الى الانتقام من المقاومة اللبنانية التي أخرجتها مهزومة من لبنان في 2006 وخلخلت هيبة الجيش الإسرائيلي الذي صور على أنه لا يقهر أبدا وذلك من خلال إدخال البلاد في دوامة سياسية وتأجيج نيران التهم المتبادلة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري. نموذج لا يرضي الصهاينة وأضاف ان إسرائيل تريد من هذا المشروع أيضا –علاوة على ضرب الطوائف وتهديد الأمن السلمي في لبنان– تمرير مشروع الوطن اليهودي في فلسطينالمحتلة. وأردف أن إسرائيل لا ترتضي أن تعيش نحو 17 طائفة لبنانية بأمن وسلام واحترام متبادل وهي لا ترضى أيضا أن يشكل لبنان نموذجا في المنطقة العربية وللعالم برمته في التعايش المشترك بين طوائفه وهو ما دفعها إلى اعتماد سياسات تخريبية على المستويات السياسية والعسكرية والاقتصادية في لبنان والتي بدأت منذ 1982 مع بداية الاحتلال الإسرائيلي للبنان والتهام نحو 20 كيلومترا من أرضه. واعتبر أن أوراق المحكمة الدولية انكشفت بالكامل أمام الرأي العام اللبناني والعربي والدولي وأن أهدافها باتت مكشوفة وبالتالي فإن تصور أن قرارها الظني سيحدث فرقعة كبرى أمر صعب الحدوث. تاريخ من الأراجيف وأضاف أن اعتماد المحكمة الدولية للأساليب الملتوية بدأت منذ إنشاء لجان التحقيق وبداية عملها , مشيرا إلى أن تسريب القرار الظني -والذي يعتبر من الأمور السرية الخاصة بقاضي التحقيق ولوحده- للصحافة الألمانية والفرنسية دليل على مدى الاختراق الحاصل في عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وتابع أن سلسلة التجاوزات لم تقف عند هذا الحد بل إن المحكمة الدولية قضت بحبس أعلى أربعة ضباط في لبنان للتحقيق معهم وأبقتهم نحو 4 سنوات وراء القضبان دون إجراء استجواب وحيد معهم علاوة على استنادها إلى إفادات شاهد الزور (زهير الصديق) الذي أدخل البلاد في دوامة سياسية كبرى إضافة إلى اتهام سوريا باغتيال الحريري قبل أن يعترف قاضي التحقيق الألماني الأسبق ديتليف ميليس بحد ذاته بعدم وجود أي دليل قاطع على وجود أي أثر سوري في اغتيال رفيق الحريري. وأوضح المحامي اللبناني أن التدخل الدولي في قضية اغتيال الحريري بان بالكاشف في الإصرار الغربي على إنشاء محكمة خاصة بلبنان للتحقيق في الجريمة على الرغم من أن تاريخ لبنان مليء بالقتلى والشهداء من الشخصيات السياسية الكبيرة والفاعلة على المستوى الداخلي والإقليمي والتي –أي الشخصيات– قضت نحبها دون أن تلقى هذا الإصرار الدولي على التحقيق في عملية تصفيتها. وتساءل في هذا السياق: لماذا لم تنشأ محكمة دولية للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رشيد كرامي (في 1987) وفي الرئيس اللبناني الاسبق بشير الجميل وفي غيره من الشخصيات اللبنانية المرموقة ؟ بل لماذا لم تفتح الأممالمتحدة تحقيقا في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو على الرغم من إشعاعها المحلي والدولي؟ لماذا فقط في قضية اغتيال رفيق الحريري استفاقت الأممالمتحدة وظهرت العدالة الدولية.؟ واعتبر أن كل هذه الأمور تؤكد أن التحقيق موجه نحو غايات سيئة ونحو أهداف دفينة للبنان ولأمنه ولمقاومته.