كشفت مصادر اعلامية تركية أمس عن نشوب أزمة حادة بين المؤسسة العسكرية وحكومة رجب طيب أردوغان على خلفية «التحالف الاستراتيجي» القائم بين أنقرةودمشق والذي من شأنه أن يؤثر سلبا على العلاقات التركية الاسرائيلية. وذكرت صحيفة «ستار» المقربة من «حزب العدالة والتنمية» أن الرئيس الثاني في رئاسة هيئة الاركان التركية الجنرال أصلان جونير طالب في تقرير أعده بوقف الاستعدادات الجارية لتوقيع اتفاقيات عسكرية شاملة مع دمشق خلال الشهر الجاري. وكان اجتماع عقد في سوريا أكتوبر الماضي قد دعا الى تعزيز التعاون الثنائي في المجالات الأمنية والعسكرية وتشكيل لجان للتعاون في ميادين مكافحة الارهاب والتدريب والمناورات العسكرية والصناعات الدفاعية. تحذير وأكدت الصحيفة ان جونير قدم تقريره الأمني لرئاسة الاركان والذي تضمن تحذيرا من أن اقامة مثل هذه الاتفاقيات الواسعة سيثير غضب اسرائيل وأن الظروف السياسية ليست مواتية لابرام هذا الاتفاق. وشدد التقرير على ضرورة استمرار العلاقات الجيدة مع اسرائيل. وكان قائد الجيش التركي الجنرال ايشاق قوشنار، قد دعا جونير الى اعداد تقرير حول «الحوار العسكري» بين دمشقوأنقرة بهدف عرقلة التعاون التركي السوري ولم لا منع عقد الاجتماع العسكري والمقرر بين 21 و25 نوفمبر الجاري. ويعرف عن جونير تشدده ومقته الكبيرين للتيارات التركية المحافظة وسبق أن قاطع حفل استقبال الرئيس التركي عبد الله غول في 19 سبتمبر 2007 لتفادي مصافحته زوجة غول المحجبة. دعوات أمريكية وفي سياق متصل دعا رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي جون كيري تركيا واسرائيل الى تجاوز التوترات الأخيرة بينهما حسب زعمه. وقال كيري ان عودة العلاقات بين الطرفين الى سالف عهدها ستساعد في اقامة علاقات بين اسرائيل سوريا ولبنان. وأضاف انه من المهم ان تعود العلاقات الى ما كانت عليه قبل احداث أسطول الحرية مدعيا انه يتفهم ما وصفه برد الفعل التركي القوي على الهجوم الاسرائيلي. وزعم أن تل أبيب اعترفت بارتكاب بعض الأخطاء. وكانت تركيا قد جددت الليلة قبل الماضية مطالبتها باعتذار اسرائيلي واضح وتعويض لضحايا مجزرة أسطول الحرية حتى تعيد العلاقات السياسية الى طبيعتها.