قلوبنا ستخفق مساء اليوم مع الافريقي وهو يخوض مباراته الحاسمة مع الوداد في المغرب الأقصى صحيح أن «البياض» كان العنوان الذي انتهت عليه مباراة الذهاب في المنزه إلا أننا متأكدون من أن أبناء محجوب قادرون على تجاوز هذه المحطة المهمة في موسمهم الحالي بسلام والعبور الى ضفة الأمان ولسنا نقول هذا الكلام من منطلق المجاملة فالافريقي يملك بالفعل عديد الأوراق الرابحة بدءا برصيده البشري المخضرم المتعود على ضغط المباريات والرهانات الكبيرة محليا وقاريا والافريقي في نسخته الحالية يقوده مدرب هادئ غير متهور تكتيكيا يعرف جيدا إمكانات فريقه وخصائص كل لاعب على حدة وهذا دون اعتبار حسابات التاريخ التي تعطي الأسبقية دوما للفرق التونسية على شقيقتها المغربية. الافريقي، اليوم هو سفيرنا، وممثل كل التونسيين من أقصى نقطة في شمال تونس الى أقصى نقطة في جنوبها ولذلك نحن معه قلبا وقالبا ولعل ما يطمئننا أكثر قبل مواجهة هذا المساء أن الوداد لم يعد ذلك الفريق الذي لا يقهر على ميدانه ونتائجه المحلية تدلّ على ذلك. بعيدا عن استفزازات إطاره الفني والتصريحات النارية التي لا تقدم ولا تؤخر تبقى الحقيقة الوحيدة هي الميدان وفي هذا الجانب تحديدا كانت الكرة التونسية على الدوام أقوى من نظيرتها المغربية، ولا نظن الافريقي صائد الانجازات الجميلة إلا مثبتا لهذه القاعدة وموقعا بالوداد في شرك الهزيمة في عقر داره. كلمة على الهامش شعبية عتوقة العملاق أوقفت حركة المرور في «كازابلانكا» وهذا دليل على أن للكرة سحرها ورونقها وللكبار مكانتهم التي لا يؤثر فيها الزمن لكن ما رأيكم في نجوم الزمن الحالي الذين يوقفون حركة «المرور» أمام العلب الليلية ولا يعرفون من الاحتراف إلا الاسم. ياسين بن سعد محجوب يخفي أوراقه وإجماع على تراجع الوداد مباشرة من الدارالبيضاء مع الافريقي: من مبعوثنا الخاص: عبد الكريم العابدي بعد أن تدرب الافريقي مساء أمس الخميس في نفس توقيت المباراة أي الثامنة في المغرب والتاسعة ليلا بتونس سوف يلعب الافريقي مباراة مهمة ضد الوداد من أجل الترشح للدور النهائي ولمحجوب الزاد البشري اللازم للتعامل مع هذا اللقاء الكلاسيكي ما بين الكرة التونسية والمغربية. الجهاز الفني أكد أنه سيختار تشكيلة متجانسة لتلعب بتوازن في مباراة اليوم خصوصا وأن للمنافس أسبقية اللعب أمام جمهوره وعلى أرضه وتعادل في الذهاب في تونس لكن للإفريقي فرصته وله أوراق مهمة. حصة خفيفة بما أن الوصول الى الدارالبيضاء قد تأخر لفترة زمنية فاقت الساعة والاجراءات في المطار أخذت وقتا أكثر من اللازم بالاضافة الى ازدحام حركة المرور فإن المدرب مراد محجوب وجد نفسه مجبرا على إجراء حصة خفيفة لإزالة الارهاق. هدوء محجوب رجل محترم ما في ذلك شك ومعروف عنه شخصيته الهادئة جدا وهو لا يتكلم إلا عند الضرورة. مدرب الافريقي كان دائما في حديث جانبي مع مساعده لطفي الرويسي الرجل الذي يحظى بالاحترام والتقدير نظرا لاسمه ثم موقعه والتزامه الآن كمدرب في بداية الطريق. شعبية «عتوقة» قد يظن البعض أننا نبالغ في ذلك لكن لا يعرف هذه الحقيقة إلا من كان هنا ويلفت انتباهه كيف أن لعتوقة شعبية تفوق الوصف فالرجل أينما تنقل منذ وصولنا الى المطار وحتى في الساعات المتأخرة من الليل فالأغلبية تشير الى تواجده حتى أن حركة المرور توقفت وهذا حدث في حضور حمزة مراد وفوزي الصغير. مجموعة من الأحباء سبق ورافق الفريق بعض الأنصار بالاضافة الي وصول مجموعات من الأحباء الى هنا في الدارالبيضاء وأغلبية الذين رافقوا الفريق هم من الشبان الذين تتراوح أعمارهم ما بين عشرين وخمسة وعشرين سنة كما أن هناك حضورا من الجنس الناعم. تراجع الوداد الكل يتحدث هنا على أن فريق الوداد مثله مثل بقية النوادي المغربية الكبيرة لم يعد ذلك النادي الكبير والذي يحقق انتصارات ونتائج كبيرة وهذه الاعترافات تأتي أيضا من مشجعي هذا النادي الكبير الذي يتقاسم الشعبية هنا مع الرجاء.. لكن هذا غير كاف ما لم يقدم الافريقي مباراة مثالية وخاصة يسجل الأهداف. تغييرات مؤكدة تشكيلة الوداد سوف تعرف بعض التحويرات مقارنة بما شاهدناه في مباراة المنزه وسط الأسبوع الماضي فمدربه دييغو وهو بالمناسبة صاحب لسان طويل وصرح بأنه سيهاجم وسيحقق فوزا كبيرا بعد أن تعرف على نقاط ضعف منافسه. العكروت رأس حربة بات من شبه الحاصل أن يستعيد أمير العكروت مكانه كأساسي بعد أن فقده في مقابلة باجة الأخيرة لكن بلغة الحسابات يبقى أمير أفضل مهاجم ثم أن اللاعب المذكور قد سجل في آخر جولتين من البطولة ضد النجم وباجة بالرأس والرجل اليمنى في انتظار استفاقة رجله القوية أي اليسرى. العكروت سيكون في مقدمة الخط الأمامي مساء اليوم. بين المويهبي والمليتي لئن كان زهير الذوادي من أوائل اللاعبين في كل تخطيط لمحجوب فإن المهاجم الثالث أو الجناح الأيمن تحديدا يظل غير معروف.. يوسف المويهبي بعيد عن «الفورمة» لكنه يظل لاعبا قادرا على فعل أي شيء وفي كل لحظة لكن لمحجوب خالد المليتي اللاعب المهم جدا. احتمالات عنصران يفكر محجوب في منحهما فرصة للعب الأول هو خالد المليتي والثاني مهدي مرياح لكن لا يعرف ماذا سيحدث في الساعات القادمة في ذهن وتخطيط مدرب الافريقي. ومن يدري فقد يظهر هذا أو ذاك أثناء اللعب حسب ظروف ومعطيات المباراة التي ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات. صراع خارج الخطوط يدرك مدرب الافريقي أنه لا السيفي ولا مالا جيلا سيبدآن المباراة لكنه سيحتاج الى أحدهما للجلوس بجانبه. السيفي مهاجم مهم بتكوينه الجسماني القوي لكنه غير جاهز ومالا جيلا لاعب سريع لكن ليس له مكان محدد فلا هو قلب هجوم ولا هو جناح أو لاعب وسط. تناقض عندما نتكلم مع مدرب الافريقي نجده مقتنعا تمام الاقتناع لكن فجأة تدرك أنه غير راض.. نعم هناك تناقض كبير فمحجوب مقتنع بطريقة اللعب والنسق والحيوية وجدية جميع اللاعبين فوق الميدان لكنه مستاء من قلّة التركيز وقبول أهداف سهلة وبطرق ساذجة مثلما حدث في باجة. مدرب الافريقي ينتظر تحسّنا شاملا في الفريق. السيفي والتمركز الجيد هشام السيفي أهدر هدفا لا يضيع ضد مستقبل المرسى لما سدّد كرة بالرأس في التماس رغم موقعه الممتاز داخل منطقة الجزاء. نفس المهاجم لم يعرف كيف يتعامل مع فرصة جدية للتسجيل في باجة لما صوّب في يد الحارس لكن السيفي لم يلعب وقتا طويلا في المقابلتين رغم ذلك اختار في كل مرة المكان المناسب. حكم مغمور يتحدث كل من يعرف الحكم الليبي أنه عديم الخبرة بمثل هذه اللقاءات الكبيرة خصوصا وأنه اللقاء الأول له رسميا لكن الحكم محمد الزعلوك قد يكتب شهادة ميلاده التحكيمية لو أراد ذلك اليوم وكان بطبيعة الحال يملك المستوى الذي يؤهله الى ذلك والحضور البدني والذهني للتعامل مع مثل هذه المباريات. الحكم الليبي محمد الزعلوك كان قد حضر الى هنا منذ ثلاثة أسابيع وأدار لقاء وديا بين المنتخبين المغربي والقطري لكن الفوارق كبيرة ما بين المقابلتين.