بنخوة واعتزاز عاشت الأسرة الموسعة للمبيت الجامعي الإمام سحنون بصفاقس مؤخرا على وقع احتفالات الذكرى العشرين لإحداث هذه المؤسسة التربوية التي استطاعت على امتداد عقدين من الزمن نحت مسيرة موفقة وناجحة جعلت إدارة المبيت تسعى إلى رعاية ما تحقق من إنجازات وتحرص على مد جسور التواصل بين الماضي والحاضر من خلال إنصاف كل من ساهم في إشعاعها من مديرين سابقين وأعوان وطلبة ليتجلى العرفان في أرقى مظاهره إضافة لرسم مسار يتجاوز تقديم الخدمات التقليدية للطلبة إلى استغلال طاقاتهم الإبداعية وحسن توظيفها في شتى المجالات الثقافية لتنصهر المؤسسة في تناغم تام مع المحيط وتساهم في إثراء الحركة الثقافية بالجهة باقتدار وامتياز. تحت شعار «ذاكرة سحنون» وبحضور ثلّة من الإطارات الجهوية والإدارية يتقدمهم السيد التوفيق المدلل المدير العام لديوان الخدمات الجامعية للجنوب وقع تدشين معرض العشرينية بقاعة العروض الكبرى بالمركب الثقافي محمد الجموسي وسط أجواء احتفالية رائعة زادها الديكور وحسن الإخراج رونقا بفضل اختيار ما تم عرضه من مخزون متنوع لإنتاجات المبيت من لوحات ورسومات تشكيلية بعدة تقنيات وأساليب مختلفة تبرز قدرة الطلبة على اكتساب المهارة والحرفية الكافية لتقديم أعمال راقية في هذا المجال أبهرت جميع الزائرين، كما توسط القاعة جناح مخصص لإنتاجات النوادي كالرسم على البور والنحت إضافة لعدة لوحات من الفسيفساء حولت الجناح إلى زخرفة فنية رائعة قوامها النبش في المخزون الثقافي للمؤسسة لإبراز ما تم إنجازه بأنامل طالبية اكتنزت بداخلها مواهب قادرة على الإبداع كما وقع عرض أبرز المحطات والأنشطة الثقافية حصول المبيت على الجائزة الرئاسية للتنشيط الثقافي للسنة الجامعية 2008 إضافة لدخول المبيت في إنتاج العروض الفرجوية الكبرى وصدى هذه الأنشطة في بعض وسائل الإعلام وخاصة التغطية المستمرة من قبل جريدة «الشروق» هذا المعرض جاء ليؤكد لكل زائر قدرة الطلبة في الإبداع عندما تتوفر الإرادة والإحاطة اللازمتين وهو ما يزيد أسرة هذا المبيت فخرا بما حققه من مكتسبات ومكانة متميزة في الجهة. وفد طالبي ألماني في سهرة العشرينية وسط حضور شباب طالبي غفير غصت بهم مدارج المركب الثقافي محمد الجموسي وبحضور مجموعة من الطلبة القدامى للمبيت ومجموعة كبرى من الضيوف والإطارات بالجهة انطلقت سهرة العشرينية تحت عنوان «محلاها لمّة» وقد واكب هذا الحفل وفد طالبي من ألمانيا حلّ ضيفا على ديوان الخدمات الجامعية للجنوب وذلك في نطاق التبادل الدولي لتكون البداية مع تكريم جميع المديرين السابقين الذين تداولوا على إدارة المبيت وساهموا في المحافظة على خصائصها وما تتسم به من مناخ جامعي سليم مهيأ لشراكة الجميع ضمن طابع ودّي وأسري يسود التواصل بين الجميع، ليفسح المجال إثر ذلك للفقرة الموسيقية التي كانت أغلبها من نصيب الطلبة القدامى للمبيت والمتألقين في هذا المجال على غرار الطالبة نادية خالص والطالبة نورة الحفيان والطالب سامي الكامل حيث أمتعوا الحاضرين بتقديم العديد من الأغاني تفاعل معها كل الحاضرين كما تخلّل العرض مجموعة من اللوحات التعبيرية الراقصة وخاصة في مجال الفلكلور نالت إعجاب الوفد الطالبي الألماني إضافة للعديد من الفقرات التنشيطية المتنوعة والتي أضافت نكهة خاصة للسهرة. وعلى إيقاع أعياد الميلاد وفي غمرة من الفرح انتهت السهرة بتقديم قطعة مرطبات كبرى تؤرخ عشرينية المبيت وسط تشجيع الجميع وخاصة للطلبة الجدد الذين زادهم حبّ الانتماء للمؤسسة بل سيكون لهم حافزا لمزيد الانخراط في التألق والإبداع. تنشيط متميز لفارس إذاعة صفاقس على امتداد ما يقارب الثلاث ساعات تمكّن المنشط الشاب بإذاعة صفاقس فارس اللحياني من التألق والإبداع في تنشيط السهرة مبرزا في العديد من المناسبات الكبرى حسن إلمامه المعرفي في التواصل مع الجمهور الشبابي حيث عرف كيف يتدرّج بفقرات السهرة بتسلسل جيّد ساهم في تفاعل الحاضرين ليرسو في النهاية باقتدار في انتزاع الاحترام والمحبّة تجلّت معانيها في ما رسمه من مسحة من الفرح والانشراح بدأت واضحة على الجميع. العشرينية وفاء للماضي وإكبار للحاضر إنها إحدى المحطات التي ترمز معانيها إلى الوفاء والعرفان لكل من ساهم في نحت هذه المسيرة وما تكتسيه من صبغة نبيلة تبرز قدرة هذه المؤسسات في احتضان الطلبة بعيدا عن فضاء الأسرة وما يقدّم لهم من خدمات تسهل عليهم الاندماج والانخراط بسهولة في النشاط الثقافي والعمل الجمعياتي رغبة في حفزهم للتألق في الدراسة. إذن هنيئا للأسرة الموسّعة لهذا المبيت بكل هذه الإنجازات خاصة لما يوليه السيد عبد الكريم السويسي مدير المبيت من عناية ومتابعة وطموحات للارتقاء بالمؤسسة والحفاظ على مناخها الجامعي السليم وهو ليس بغريب على شخص تشبّع بالخبرة ومسكونا بهاجس الحركة والنشاط المستمر.