بشكله المعماري والهندسي الجميل وبأجنحته وفضاءاته الممتدة والفسيحة ينتصب الحي الجامعي ابن الجزار وسط القطب الجامعي بطريق المطار بصفاقس ليكون أحد أبرز عناصر مكوّناته حيث تفوق طاقة استيعابه الألف طالبة مع احتوائه لمطعم جامعي يؤمن توزيع آلاف الاكلات الجامعية اليومية. ومنذ سنة 1989 تسعى إدارة المؤسسة لتقديم خدمات متعدّدة تتجاوز الاكتفاء بالخدمات التقليدية لتنخرط في رسم مسار يهدف الى استغلال الطاقات الابتكارية والابداعية لدى الطلبة على امتداد العقدين الاخيرين وحسن توظيفها في شتّى المجالات الثقافية والعلمية والرياضية جعلت الحي الجامعي ابن الجزّار على عتبة الحداثة وينصهر في تناغم تام مع محيطه الوطني والمحلي بامتياز. ابداعات ومحطّات ثقافية طالبية اختزلها معرض العشرينية تحت شعار «الطالب سبيلنا للمساهمة في اعداد النخبة» انطلق برنامج الاحتفال بحضور العديد من الضيوف وثلة من الاطارات الجهوية والادارية حيث وقع تدشين معرض العشرينية الذي انتظم بقاعة العروض الكبرى بالمؤسسة وسط اجواء احتفالية ورائعة زادها حسن الاخراج جمالا ورونقا بفضل الدقة في التقديم والتدرّج الزمني في اختيار أهم المحطات والأحداث الثقافية التي تميّزت بها المؤسسة من خلال النبش في ذاكرة الارشيف والبحث عن الوثائق والصور والأشرطة وطريقة عرضها المميّزة. كما احتضن المعرض العديد من الابداعات الطالبية في مجال الفنون تجسّدت في أعمال فنية كالرسم على الحرير والبلّور اضافة لمجموعة من اللوحات التشكيلية شدّت اليها الزائرين واجمع على كونها أعمال راقية لها من الحرفية ما يبرز قدرة المهارات الطالبية في معانقة الابداع. عشرون سنة من المخزون الثقافي جعل فضاء المعرض غير قادر على استيعاب جميع ما اختزلته ذاكرة المؤسسة وما قدّمته من عروض فرجوية ومسرحية الى مشاركات جهوية ووطنية أدّت سنة 1993 بحصول هذا الحي على الجائزة الاولى في أوّل مسابقة لما احدثت الدولة جائزة سيادة رئيس الجمهورية للتنشيط الثقافي بمؤسسات التعليم العالي وهو ما جعل ادارة هذا الحي تحرص على تعزيز هذا الرصيد الذهبي ودعم هذا المخزون من خلال حفز نفوس المقيمات لتمكينهن من استعراض مهارتهن وقدراتهن في سائر الانشطة الموجودة بالمؤسسة والارتقاء بها لما هو أفضل أدّى بضيوف المؤسسة للشعور بالنخوة والاعتزاز تجاه ثراء وغزارة أنشطتها ومدى اشعاعها بل كانت ولا تزال فخرا لكامل الجه. اليوم المفتوح لاستقبال الأولياء عادة فريدة ومميّزة بادرة نادرة دأبت على القيام بها إدارة الحي الجامعي ابن الجزّار وتعتبر احدى الطقوس السنوية حيث يقع مع بداية كل سنة جامعية تنظيم يوم مفتوح يدعى اليه جميع اولياء المقيمات وهو ما تزامن خلال السنة الجامعية الحالية مع برنامج احتفالات العشرينية مما مكّن هؤلاء الضيوف من الاطلاع عن قرب على طريقة عيش الطالبات داخل هذا الفضاء الجامعي وأهم ما يقدّمه من خدمات عديدة لفائدتهم ويعتبر هذا اليوم فرصة للحوار المفتوح وتبادل الملاحظات مع الادارة وهي مناسبة لجعل الاولياء يساهمون في دفع الطالبات وتحفيزهن على النجاح الدراسي بعد معاينة ما تم توفيره من جميع مقوّمات الخدمات الموضوعة على ذمّتهن واستعراض العديد من الأنشطة الترفيهية وعينات من نشاط النوادي الثقافية التي تدفع بالطالبة الجديدة للانصهار والاندماج بسرعة مع الحياة الجامعية داخل هذا الفضاء. ومما يضيف مسحة من الارتياح في نفوس المقيمات برمجة مأدبة غداء يدعى اليها الاولياء لتقاسم الاكل مع بناتهن وسط اجواء احتفالية حميمية وتبرز مدى الاهتمام بالأكلة الجامعية المقدمة للطلبة وحسن جودتها وتوازنها صحيّا. الطالبات القدامى في ضيافة برنامج العشرينية مدّ جسور التواصل بين الماضي والحاضر واعترافا لكل من ساهم في نحت مسيرة هذه المؤسسة تلك هي أبرز مميّزات محتوى برنامج الاحتفال بالعشرينية حيث وجّهت الدعوة لمجموعة من الطالبات القدامى اللاتي سبق وأن تألقن في الدراسة والأنشطة الثقافية ليحتلوا اليوم مكانة مهنية مرموقة ضمن اطارات تونسية في سائر المجالات. وقد تمّ إحياء سهرة موسيقية تنشيطية ساهم في تقدميها قدماء نادي الموسيقى بالحي وهو ما أضاف مسحة من الوفاء والذكريات الجميلة لدى الحاضرين رسمتها احدى الطالبات عند تقد يمها لأغنية وهي تحتضن بين ذراعيها ابنتها وتثبت للجميع قدرتها وحنينها للأجواء الطالبية وتنشد للفضاء بنبرات صوتها الجميل كل العرفان والشوق لهذا الحيّ الذي وفر لها سبل النجاح. كما كان لأحباء الرياضة فرصة لمشاركة ثلة من الطلبة القدامى في اجراء مقابلة في كرة اليد حيث تمكّن هذا النادي من التفوق في جل المسابقات الرياضية ونهائيات المهرجانات الطالبية بل وساهم في تطعيم الفرق المدنية بالجهة بمجموعة طالبات أكدن جدارتهن في ممارسة هذه الرياضة. جناح لاستقبال ضيوف ديوان الخدمات الجامعية للجنوب يضم الحي الجامعي ابن الجزّار جناحا وقع تخصيصه وتجهيزه لاستقبال ضيوف ديوان الخدمات الجامعية للجنوب على امتداد كامل السنة وذلك في نطاق تبادل الخبرات والطلبة بين تونس والعديد من الدول الشقيقة والصديقة على غرار فرنسا وألمانيا وهو ما جعل ادارة الحيّ تحرص على ايلاء عناية خاصة لكل الوفود القادمة اليها من خلال توفير وتقديم أحسن الخدمات لتساهم في اشعاع صورة تونس وابراز اهم مقوّماتها الحضارية والتاريخية وانجازاتها الحديثة في سائر المجالات خاصة منها التعليم. العشرينية وفاء للماضي واكبار للحاضر إنها محطة ترمز معانيها الى الوفاء والعرفان لكل من ساهم في نحت هذه المسيرة وما تكتسيه من صبغة نبيلة ذات جدوى من حيث تأطير الطالبات واحتضانهن خارج فضاء العائلة وتقديم ما يمكن لهن من خدمات في اجواء حميمية تسهّل عليهن سرعة الاندماج داخل أسوار هذا الحي والانخراط في النشاط الثقافي والعمل الجمعياتي وحفز هممهن للتألق في الدراسة. فهنيئا للأسرة الموسّعة بهذه المكاسب والانجازات اذ يحق لكل فرد منا الاعتزاز بما يقدّمه من خدمات وخاصة لما يوليه السيد مدير الحي ونّاس معلّى من عنايةومتابعة وطموحات للارتقاء بالمؤسسة لما هو أفضل. وهو ليس بغريب على انسان تشبّع بالخبرة ومسكونا بهاجس الثقافة. محمد الهمامي (المبيت الجامعي تنيور صفاقس)