رغم اختلاف المواقف والتعاليق بشأن مخلفات ومردود عناصرنا الوطنية في بوتسوانا وتثبيت مارشان في مكانه.. والبرود الكامل الذي تعامل به البعض مع هذا الشأن الوطني فإن الاتفاق حصل بشأن «دربي» العاصمة، فهو أولا هدية من السماء ومن الرزنامة يتلهّى بها الجمهور وتتحرّك بها الألسن أياما طويلة بعيدا عن منطق البحث عن «ضحية» أخرى بعد علوش العيد.. وثانيا أن «الدربي» سيحرّر اللاعبين خاصة من جانب الترجيين ليكفّروا عن ذنب التفريط في كأس رابطة الأبطال.. فيما سيحاول الأفارقة التأكيد من خلاله أنهم مازالوا في قلب الحدث وإن تخلّفوا جولات عن الركب.. وثالثا أن قمة العاصمة عادة ما تمثل علكة يمضغها الجمهور على امتداد موسم كامل وتشمّر لها مختلف الأطراف سواعد الاستعداد خوفا من عواقب أي نتيجة طالما مازال البعض يرفع شعارات رديئة أكل عليها الدهر وشرب مثل «رابحين خاسرين ماكمش مروحين».. والدربي يمثل رابعا نقلة نوعية في أداء ورباطة جأش اللاعبين وخاصة شحنا وشحذا لعزائمهم المثبطة كلما كان النشاط يتعلق بالمنتخب.. والدليل سيأتي مرّة أخرى من ملعب رادس ومن لاعبين شاهدناهم منذ أيام يتحرّكون كالسلاحف وسيتحوّلون بقدرة قادر الى أرانب تلتهم معشب رادس. في هذا الخضمّ لا نطلب من هذا وذاك إلاّ احترام الحضور واحترام مواثيق الرياضة واحترام قواعد اللعبة وخاصة المنشآت الرياضية لأننا نعرف أن أي حركة من أي لاعب أو أي مدرب قد تتسبّب في قلب الفرحة الى مأتم والعرس الى موكب لتقديم التعازي على موت جديد للروح الرياضية. الترجي يريد مواصلة الزعامة وعدم التوقف في أي محطة والافريقي يبحث عن ربط الامتاع بقلب الأوضاع والاقتراب من مجموعة الريادة. «دربي» الساحل بين النجم وأمل حمام سوسة لن يشذّ هو الآخر عن حرارة الأجوار خاصة أن كلا الفريقين يطارد الانتصار لإسعاد الأنصار ومن سينجح في مسعاه سيتواصل أمله في بقية المشوار. على جناح الألم لأن العدوى سريعة الانتشار تألّمنا كثيرا لدخول اللقطات البشعة الى ميادين كرة اليد بعد القدم.. وآخرها تلك الحركة التي أتاها أحد لاعبي الترجي بعد تسجيله لأحد الأهداف ومرة أخرى أقول له ولأمثاله ممّن يجتهدون في استنباط مثل هذا السلوك إن عائلاتهم تشاهد معنا حركاتهم.. ونسألهم بأي «وجوه» سيقابلون أمّهاتهم وآباءهم.. طبعا إن كانت لهم وجوه؟