أعربت مصادر سياسية لبنانية عن اعتقادها بأن قيادة «حزب الله» باتت تفكّر في استبدال «سيناريو 7 أيار» (المواجهة العسكرية في بيروت) بسيناريو الاعتصامات لشل مؤسسات الدولة في حال صدور قرار ظني عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان يوجه اتهاما مباشرا للحزب بالتورط في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري وهو السيناريو الأرجح وفق تقارير اخبارية. وقالت المصادر إن «حزب الله» غير متيقّن من نجاعة أي عمل عسكري في الداخل اللبناني على غرار ما جرى في ماي 2008 لأن ذلك لن يسمح للحزب بأن يغنم مكاسب سياسية، بل على العكس من ذلك سيتحوّل الأمر الى عبء ثقيل عليه. سيناريو مستبعد وأشارت المصادر الى ان عدة عوامل تمنع «حزب الله» من إعادة سيناريو ماي 2008 منها قوّة الفرقاء اللبنانيين الرافضين للخضوع للتهديد والمواقف الواضحة والحازمة لقيادة الجيش التي أكدت أنها لن تسمح بأن يتحول التباين السياسي الى اضطراب أمني. وتوقعت المصادر ذاتها ان يلجأ «حزب الله وحلفاؤه» اذا لم تصل المساعي السعودية السورية الى نتائج تلبي طموحاتهما، الى تنفيذ سيناريوهات ميدانية ذات طابع سلمي في سبيل تعطيل مؤسسات الدولة وشل الحياة السياسية، عبر تنظيم تحرّكات ومظاهرات واعتصامات في شوارع بيروت يحاصر خلالها جمهور «حزب الله» الوزارات والمؤسسات والإدارات العامة وحتى بعض المؤسسات الحيوية الخاصة تحت عناوين مختلفة وبواسطة سلاسل بشرية سيعزّز في صفوفها عنصر النساء والأطفال لتجنّب أي ردّ فعل من المؤسسات الأمنية الرسمية يفضي الى إعادة النظام والأمن في البلد. وأشارت المصادر الى أنه من شأن هذه التحركات أن تبقي السلطة اللبنانية مشلولة حتى إشعار آخر، وفق قاعدة إما الاستجابة لمطالب «حزب الله» او الشلل التام في البلد. اتهامات متزايدة في الأثناء تحدثت تقارير اخبارية عن دلائل جديدة عن تورط «حزب الله» في اغتيال الحريري، حيث كشفت شبكة تلفزية كندية ان التقرير المزمع ان تصدره المحكمة الدولية سيحمل «حزب الله» مسؤولية الاغتيال. وبثت محطة «سي بي سي» الكندية تقريرا مفصلا تناولت فيه ما قالت «انها معلومات ووثائق حصلت عليها من مصادر في الاممالمتحدة على علاقة بالتحقيقات الخاصة بجريمة اغتيال الحريري، موضحة «ان المحققين الدوليين تمكنوا من رصد الضالعين في عملية الاغتيال مستعينين ببرنامج حاسوبي متقدم سمح بمتابعة الاتصالات الخلوية التي جرت بين القتلة». وقالت صحيفة «واشنطن بوست» في تقرير نشرته في عددها الصادر أمس «إن ضابطا في الجيش اللبناني أبلغ المحققين في المحكمة الخاصة باغتيال الحريري بان هناك ادلة قوية على تورط حزب الله في قضية اغتيال الحريري». وأوضح التقرير أنه أستند الى نتائج توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة عن تحليل معلومات وبيانات شبكة الاتصالات اللبنانية، والتي تشير إلى أن مسؤولي «حزب الله» اتصلوا بمالكي هواتف نقالة استخدمت في تفجير موكب الحريري لدى مروره وسط بيروت. وأشار التقرير الى تجاهل معلومات للمحققين تشير إلى شكوك حول العقيد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي، باعتبار أن حجة غيابه يوم الاغتيال كانت ضعيفة وأن إجاباته حولها لم تكن دقيقة.