شهدت شبه الجزيرة الكورية أمس تصعيدا خطيرا حيث أطلقت كوريا الشمالية أكثر من 200 قذيفة مدفعية على جزيرة تابعة للجنوب مما أدى الى مقتل 3 جنود كوريين جنوبيين واصابة 17 آخرين فضلا عن خسائر مادية جسيمة فيما أعلنت سيول حالة التأهب القصوى وتوعدت برد قوي اذا ما واصلت بيونغ يانغ «استفزازاتها». ففي أخطر تصعيد يضع البلدين على شفا حرب قالت مصادر عسكرية في كوريا الجنوبية ان مئات القذائف سقطت على أراضيها قبالة جزيرة يونبيونغ في البحر الغربي مما أسفر عن مقتل واصابة عدد من الجنود والمدنيين فيما تم اجلاء عدد كبير الى المخابئ في الجزيرة. اجتماع طارئ وقال رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ باك انه يحاول الحيلولة دون أن يتطور اطلاق نيران المدفعية بين الكوريتين الى صدام أكبر. وعقد ميونغ باك اجتماعا طارئا في مخبإ داخل القصر الرئاسي مع الوزراء المختصين في الشؤون الأمنية لبحث تداعيات الموقف بعد الاطلاق المدفعي الكوري الشمالي. وقالت المتحدثة باسم رئاسة الجمهورية كيم هي جونغ ان الحكومة الكورية الجنوبية تبحث في الدوافع الحقيقية وراء الهجوم الكوري الشمالي المفاجئ. وأكدت كيم أن البحرية كانت تنفذ مناورات بالقرب من الحدود في البحر الغربي وقد أرسلت كوريا الشمالية رسالة احتجاج على تلك المناورات مشيرة الى أنه يتم دراسة احتمال وجود رابط بين ذلك الاحتجاج والاطلاق المدفعي لكن كوريا الشمالية أكدت في أول تعليق لها على الحادث أن سيول هي التي بدأت اطلاق القذائف مما دفعها الى القيام برد عسكري. وقالت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية في بيان مقتضب لها «رغم تحذيراتنا المتكررة أطلقت كوريا الجنوبية عشرات القذائف وقد اتخذنا اجراء عسكريا قويا على الفور». وأشارت الوكالة الى أن الجيش الكوري الشمالي سيواصل القصف طالما أن الجيش الكوري الجنوبي يتعدى على الحدود البرية، حسب قولها. استنفار... ووعيد ومن جانبه قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تيه يونغ انه أمر بنشر طائرات حربية الى البحر الغربي لاحتواء اطلاق القذائف الكورية الشمالية. وأضاف أن الجانب الكوري الجنوبي سيرد بشدة على كوريا الشمالية في حالة قيامها باستفزازات اضافية ودعا بيونغ يانغ الى التوقف الفوري عما سماه «الاستفزازات». وقال الوزير ان بعض الجنود الكوريين الجنوبيين أصيبوا بجروح، واندلعت الحرائق بسبب سقوط قذائف المدفعية على المواقع التي يقيم فيها المواطنون» مضيفا أن الجيش الكوري الجنوبي يتأهب لاستفزازات اضافية من كوريا الشمالية بواسطة تعزيز حالة التأهب وتشغيل نظام ادارة الأزمة». وأكد يونغ أن بلاده تدرس جميع الخيارات المتاحة للتصدي لمساعي بيونغ يانغ للحصول على برنامج لتخصيب اليورانيوم بما في ذلك اعادة الأسلحة النووية التكتيكية الأمريكية التي أزيلت من البلاد قبل نحو 20 عاما. لكن رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الكوري الجنوبي أعرب عن معارضته لهذه الخطوة وأكدت الولاياتالمتحدة من جانبها أنه ليست لديها خطط عاجلة لنشر هذه الأسلحة. وأكدت مصادر أمنية كورية جنوبية وشهود عيان أن القصف الشمالي أدى الى اندلاع حرائق ضخمة والى انقطاع التيار الكهربائي وانهيار عشرات المنازل.