تتعدد الخلافات الزوجية وتتفاقم نسبتها خلال فصل الصيف وتلهب زيارات الأقارب هذه الخلافات وتزيد من حدتها كما تساهم كثرة المصاريف في تعكير القفص الزوجي. ويعرف فصل الصيف بارتفاع درجات الحرارة والرغبة في الخلاعة زيادة على كثرة المناسبات والأعراس التي تعقد الميزانية. ويعرف أيضا بزيارات الأقارب التي تتزايد بسبب كثرة المناسبات والحصول على الاجازات حيث يزداد التفرغ ويكثر الاحتكاك بين الزوجين وبين أفراد العائلة. ويبدو أن التونسيين حادوا عن وظيفة زيارة الأقارب للتراحم وجلب الخير للجميع الى التهامز والتنابز بالألقاب حد اثارة المشاكل بين الزوجين بسبب ما قالته أمه أو أخته أو ما قالته أمها أو أختها. أرقام للوقف عند هذه الحقائق وغيرها بلغة الأرقام تحصلنا على عينة من مركز الاحاطة والتوجيه للمرأة التابع للاتحاد الوطني للمرأة التونسية. وتبين الأرقام أن خلافات الصيف لها عديد الأسباب أهمها خلاف زوجي متعدد الجوانب الذي بلغ شهري جويلية وأوت 15 حالة ويتضمن العنف وعدم الانفاق على الزوجة والأبناء حيث تعاني بعض الشرائح من النساء من سوء معاملة لها من جميع الجوانب. وتشكو المرأة أيضا زوجها الى مركز التوجيه خاصة بسبب عدم الانفاق عليها بما يعادل 15 حالة خلال شهري جويلية وأوت ويفسر هذا الرقم عزوف الرجل عن الانفاق على زوجته وأبنائه ليدفع بها الى أن تبحث عن وسيط يتدخل بينهما لاقناعه بالعدول عن الفكرة. وبلغ عدد المشتكيات من العنف حالات خلال نفس الفترة ويفسر الأمر بتزايد التوتر صيفا بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتزايد «الستراس» جراء النقل وغيره. وتؤدي هذه الخلافات في عديد الأحيان إلى الطرد من محل الزوجية أو طلب الطلاق. وتوجه خلال نفس الفترة 17 امرأة الى مركز الاحاطة والتوجيه طلبا للاقامة وهروبا من الزوج وبطشه. وتكشف العينة أن حوالي 90 من النساء والمتضررات يتوجهن نحو مكاتب الاصفاء بالاتحاد راغبات في الصلح مع الزوج وعدم الدخول في مشاكل لا حد لها تؤدي في النهاية الى الطلاق. وتسبب شكاوى المرأة الى الاتحاد في اثارة القلق لدى الزوج حد الغضب من اقدام الزوجة على القيام بشكوى ضده، لكن في غالب الأحيان ينجح الاخصائيون الاجتماعيون في اقناعه بالعدول عن فكرته والاصلاح بين الزوجين والابتعاد عن المشاكل الزائلة والطلاق الذي يؤثر على الأبناء بصفة مباشرة. وعموما يظل محل الزوجية هو أفضل مكان لحل الاشكاليات بين الزوجين وفي حالة تعطل لغة الحوار بينهما تظل هذه الهياكل أفضل وجهة وتبقى خدمات الاتحاد لفائدة المرأة خدمات هامة ينتظر النظر في مزيد تطويرها.