الخلافات الزوجية ليس لها موعد محدد، فهي قد تنشب في كل وقت ودون سابق إنذار لأنها غالبا ما تكون نتيجة تراكمات طويلة من المشاكل وسوء التفاهم، غير أن بعض الجهات المهتمة بالمشاكل الأسرية لاحظت أن المشاكل بين الأزواج تزداد حدة وتبلغ حد الانفجار في فترات معينة من الأسبوع وفي مناسبات عامة في الحياة! وهو الشيء نفسه الذي أكده «للشروق» البعض من الأزواج والزوجات. فما هي إذن هذه الفترات لتي تحتدم فيها المشكلات بين الأزواج وكيف تصل إلى مرحلة الانفجار؟ وهل من سبيل لتفادي ذلك؟ نهاية أسبوع ساخنة السيدة «هندة» متزوجة منذ خمس سنوات تؤكد أن الخلافات بينها وبين زوجها غالبا ما تشتعل مع نهاية الأسبوع يومي السبت والأحدوكذلك في فترات معينة كالاجازة الصيفية وكذلك مع بداية كل شهر وتفسر «هندة» أنها تجد نفسها مع نهاية الأسبوع متوترة بسبب الإجهاد بين العمل ومسؤوليات البيت والأبناء وعندما تصارح زوجها برغبتها في الخروج من دائرة ذلك الروتين القاتل بالقيام بنزهة معا تصطدم بتجاهله التام واستخفافه بكلامها بل أنه لا يتردد في اخبارها بحقه في الخروج مع أصدقائه للترفيه عن نفسه، وهو ما يجعلها في حالة غضب شديدة فتخاطبه بعصبية الشيء الذي يرفضه الزوج لتنطلق بذلك مشاجرة عنيفة بينهما، من جهتها تقول «فاتن» أن نهاية الأسبوع غالبا ما تكون موعدا لانفجار الخلافات بينها وبين زوجها. موعد قار وتوضح هذه السيدة قائلة «زوجي شخص أناني فهو لا يقدر تضحياتي وتعبي من أجله هو وأبنائه لذلك يرفض كل ما اقترحه عليه بخصوص تخصيص يوم ولو مرة في الشهر لنخرج معا بعيدا عن أجواء البيت والروتين وتضيف فاتن «في البداية كنت أتحمل لكنني مع الوقت أصبحت أكثر عصبية ولا أحتمل لامبالاته وصراخه المستمر كلما طلبت منه القيام بواجباته نحوي أنا والأبناء». وتكشف أيضا أن هناك موعدا قارا تنفجر فيه الخلافات بينها وبين زوجها هو وقت تسلم مرتبها الشهري، اذ تنشأ الخلافات بخصوص مسألة الإنفاق ويبدأ باتهامها بسوء التصرف وهو ما يثير غيظها ويجعلها ترد بعصبية. «حياة وهاجر» أكدتا ما جاء على لسان المتحدثات السابقات وأوضحتا أن هناك مواعيد أخرى لانفجار المشكلات الزوجية وتضع هاجر الرجال في قفص الاتهام لأنهم غالبا ما يتسببون في تلك الخلافات بلامبالاتهم وعصبيتهم الزائدة. خوف وتقول حياة أنها باتت تشعر بالخوف كلما اقترب موعد الاجازة الصيفية حيث يلتئم شمل الأسرة ويبدأ الأولاد يطالبون بضرورة الخروج والترفيه عن النفس وزيادة المصاريف وهو ما يصيب والدهم بحالة من الهياج والهيستريا حيث يصب جام غضبه عليّ ويتهمني بأنني من يحرض الأولاد على تلك الطلبات. وهنا تنفجر الأوضاع بينهما ولهذا السبب تقول حياة أنها أصبحت تكره موعد العطلة الصيفية. رد الهجوم الأزواج بدورهم دافعوا عن أنفسهم ورفضوا كل التهم التي توجهها لهم الزوجات بأنهم السبب في نشوب الشجارات بل أنهم يردون الهجوم ويؤكدون أن نكد الزوجات ولسانهن السليط غالبا ما يكون سبب الخلافات. مهدي متزوج منذ 12 عاما وأب لثلاثة أطفال يعتبر نفسه صاحب الفضل في استمرار زواجه حتى الآن، لأنه يصبر على عصبية زوجته ولا يجاريها في الكثير من الأمور لأنه يعرف أنها طيبة وتملك صفات أخرى تجعله يتغاضى عن أخطائها. يقول مهدي زوجتي امرأة متطلبة فهي تعرف أن ظروفنا المادية محدودة ولا تسمح لنا بالعيش وفق الأسلوب الذي تتخيله هي ومع ذلك تطالبني بأشياء لا أقدر عليها فهي تريد أن تخرج للعشاء خارج البيت في نهاية كل أسبوع وعندما أرفض وأخرج الى المقهى تتهمني بالأنانية وحب الذات مع أنني أخرج من البيت تفاديا لتفاقم الخلاف بيننا. السيد نجيب يؤكد أن الخلافات بينه وبين زوجته تتفاقم مع اقتراب بعض المناسبات مثل الأعياد والدخول المدرسي وبعض المناسبات الخاصة مثل حفلات الزواج. يقول نجيب أن زوجته تريد اقتناء الأشياء الثمينة لها وللأبناء وإذا رفضت تتهمني بالبخل وعدم الاهتمام بها ويختم قوله بأن الزوجات غالبا ما يقفن وراء نشوب المشاكل الزوجية التي تهدد استقرار الأسرة لأنهن مزاجيات ولا يقسن الأمور بصفة عقلانية بل ينظرن إلى الأشياء من منظار العاطفة. مشاكل مختلفة مصدر من مركز الاحاطة والتوجيه التابع للاتحاد الوطني للمرأة التونسية أكد «للشروق» أن الخلافات الزوجية التي ترد على المركز بغية المساعدة والحل ليس لها موعد محدد أو سبب معين إذ يمكن حدوثها على مدار السنة لكن الملاحظ هو تزايد عدد الخلافات في فترات معينة غالبا ما تقترن ببعض المناسبات الخاصة. مصدرنا أكد أن هناك فترات معينة تكثر فيها الخلافات الزوجية مثل الأعياد وموعد الدخول المدرسي وفترة الصيف وأضاف المصدر ذاته أن تلك الخلافات غالبا ما تكون لأسباب مادية حيث تشتكي بعض النساء من رفض أزواجهن الانفاق عليهن وعلى الأولاد بالاضافة الى الاهمال واستعمال العنف من قبل الزوج عند نشوب أي خلاف وتتصل بالمركز نساء يشتكين من سوء معاملة الزوج وانعدام الكلام الحلو وتعمد الزوج الى الخروج مع اصدقائه تاركا الزوجة والأبناء في البيت وتشتكي أخريات من خيانة الأزواج الشيء الذي ينتج عنه اهمال الزوجة والأبناء وهو ما يؤدي الى تصدع العلاقة الزوجية. ويكشف مصدرنا أن مصير الشكاوى ليس دائما النساء إذ يشتكي بعض الرجال من سوء معاملة الزوجة وسوء التصرف وتدخل العائلة.