التأمت بأحد نزل مدينة الحمامات يومي الجمعة والسبت أمس وأول أمس فعاليات الدورة العربية السادسة لرياضة المرأة تحت شعار المنتدى العربي من أجل رؤية عربية لتفعيل الرياضة النسائية وذلك تحت إشراف السيدة ليلي بن علي وبحضور الأستاذ سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية إلى جانب العديد من الوجوه الرياضية التونسية والعربية. الهدف من الندوة كان إعداد الوثيقة المرجعية حول المرأة والرياضة في الوطن العربي وقد افتتحت بكلمة السيدة ليلي بن علي التي ألقتها بالنيابة عنها السيدة بابية بوحنك الشيحي وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين وقد أكدت في هذه الكلمة تزامن هذا الحدث مع رئاسة تونس لمنظمة المرأة العربية مؤكدة الهدف الأساسي منها هو ترسيخ مبدأ الشراكة بين الجنسين وتكريس حق المرأة في كل شيء مشيرة إلى تزايد نسبة ممارسة المرأة للرياضة في تونس من 17 في المائة حاليا والهدف هو بلوغ 25 بالمائة في 2014. من جهته أكد الأستاذ سمير العبيدي وزير الشباب والرياضة ان النساء في تونس يحظين بمكانة كبيرة في الرياضة فهن يمثلن ربع المتعاطين للرياضة لكنهن يقدمن نصف الألقاب ومن هنا تتأتى أهمية هذه الندوة التي اعتبرها مناسبة لدعم العمل العربي في هذا المجال وتبادل الخبرات. تدعيم مساهمة المرأة العربية: من النقاط المهمة الأخرى التي تطرق إليها المتدخلون في افتتاح الندوة هي تدعيم مساهمة المرأة العربية في تنمية الرياضية النسائية وهو ما أكد عليه السيد خالد الوحيشي ممثل جامعة الدول العربية والسيدة سهير الجنيدي رئيسة الرابطة الرياضة للمرأة العربية من خلال الإشارة إلى رعاية جامعة الدول العربية لهذا المبحث بالذات لأن نسبة ممارسة الرياضة في المجتمعات هو مؤشر على تقدمها وعلى إثبات الذات ودليل على تماسك المجتمع ونموه لما للرياضة من انعكاسات ايجابية على صحة الفرد والمجتمع وقد استدل المتدخلان بالتجربة التونسية في مجال الرياضة النسائية خاصة وأكدا على ضرورة زيادة نسبة تمثيل المرأة في مجالس الإدارات ومكاتب التنفيذ. من جهتها ركزت السيدة سهير الجنيدي على دور الرابطة الرياضية للمرأة العربية مستعرضة أهم المراحل التاريخية لنشأتها مؤكدة أنها الإطار المرجعي لاحتواء الرياضة النسائية العربية. مداخلات قيمة ونقاش ثري: بعد انتهاء حفل الافتتاح أعطى السيد الوزير إشارة انطلاق فعاليات الندوة التي كانت بمثابة ورشات لعرض المحاضرات ثم النقاش في مختلف النقاط ومن ثم تلاوة التوصيات التي خرجت بها كل ورشة. الورشة الأولى تمحورت حول علاقة الرياضة النسائية بمحيطها الذي يؤثر فيه سلبا وقد تم التركيز فيها على ثلاثة محاور من خلال محاضرة أولى للدكتورة نوال عبيدي عضوة المكتب التنفيذي العراقي التي تناولت التلوث البيئي الكبير وما يتسبب فيه من تعطيل نسق النشاط الرياضي وركزت على الحالة العراقية وما تسببت فيه الحرب في تعقيد المسألة من هذا الجانب أما المحاضرة الثانية فقد أمنها الأستاذ الحفصي بضيوفي من تونس وكانت بعنوان منزلة الرياضة النسائية في المنظومة التربوية التي تساهم في تنمية الوعي بضرورة ممارسة الرياضة في حين أن المحاضرة الثالثة كانت بعنوان المرأة التونسية ورياضة النخبة من خلال المحيط الاجتماعي الثقافي والمؤسساتي وقد استعرضتها الأستاذة رجاء الجموسي من تونس. سبل تطوير الرياضة النسائية: هذا هو محور الورشة الثانية التي انطلقت بمداخلة السيدة دنيا حجاب من الجزائر وتركزت حول وسائل الإعلام في تطوير الرياضة النسائية وهنا أثبتت ضعف العناية الإعلامية بالرياضة النسائية وهو ما يتسبب في ضعف العناية وغياب التشجيع المعنوي أما الدكتورة زكية البرطاجي صاحبة المداخلة الثانية في هذه الورشة فقد اهتمت بالطب وعلوم الرياضة ورياضة المرأة مبينة أنه لا يوجد عائق طبي أو بدني يقلل من فرص ممارسة المرأة للرياضة مقارنة بالرجل منبهة إلى مختلف المراحل العمرية التي تعيق هذا النشاط. أما المداخلة الثالثة فقد قدمتها الإعلامية رجاء السعداني واهتمت فيها بالإعلام وتأثيره على الرياضة النسائية وقد شهدت هذه النقطة جدلا حادا ونقاشا كبيرا حول تهميش الرياضة النسائية وغياب المرأة على المجال الإعلامي بما يجعلها غير قادرة على تغطية نشاطاتها. الآثار الاجتماعية لمزاولة المرأة العربية للرياضة: ركزت الورشة الثالثة على دور العوامل الاجتماعية في صياغة وعي ثقافي بضرورة ممارسة المرأة العربية للرياضة بالتطرق لجميع الخصوصيات من خلال الاهتمام في البداية برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وهو ما ركزت عليه الأستاذة رجاء دوغوط من سوريا في مداخلتها أما الأستاذ علي حرز الله رئيس الجامعة التونسية لرياضة المعوقين فقد اهتم في مداخلته بالمرأة العربية من ذوي الاحتياجات الخاصة و الممارسة الرياضية في حين تناول الأستاذ التونسي بوبكر بن عبد الكريم موضوع الممارسة الرياضية المدنية للمرأة التونسية و أثارها في تحسين وضعها الاجتماعي وتعتبر هذه الورشة الأكثر قربا من واقع الممارسة الرياضية للمرأة العربية لأنها لامست الجوانب الأكثر حساسية التي تمس المشاكل الكبرى. قالوا عن الندوة: الدكتور منصور بالأكحل ( الجزائر): نعلم أن البداية دائما صعبة خاصة في مثل هذا الموضوع الحساسة المتعلق برياضة المرأة المحكومة بعدة عوامل ولكن سنحاول أن تكون هذه الندوة هي الخطوة الأولى نحو تغيير هذا الوضع لأن الرياضة النسائية قادرة دائما على أنتاج الأبطال. فطومة العريبي من( ليبيا): عضو اللجنة الأولمبية الليبية: هذه الندوات تمكننا من تبادل الخبرات والتعارف كما تمكننا من الخروج بوثيقة عمل موحدة بالرغم من اختلاف المشاكل حسب المجتمعات لأن الهاجس الذي يجمعنا مشترك. سلفان شاهين (سوريا): عضو اللجنة العربية السورية: رابطة المرأة العربية تحتاج إلى مثل هذه الندوات من أجل مناقشة المشاكل المشتركة والاستفادة من تبادل الخبرات خاصة التجربة التونسية التي تعتبر رائدة في هذا المجال ولا ننس الحاجة الماسة إلى المزيد من الدعم والثقة. سحر الهواري ( مصر): رئيسة الاتحاد العربي لكرة القدم: هدفنا تطوير الرياضة النسائية العربية وخاصة كرة القدم والوصول بها إلى العالمية وذلك يمر عبر مناقشة المشاكل التي نشترك فيها جميعنا والمتعلقة بقلة الدعم المادي وغياب الوعي الكامل بأهمية الرياضة النسائية العربية ليس فقط على الصعيد الرياضي بل كذلك عل الصعيد المجتمعي لأن المرأة الرياضية ستكون جيلا جديدا من الشبان الرياضيين والسليمين بدنيا لذلك أنا أطالب اليوم بإعداد خطة مستقبلية طويلة المدى. ندى بن عبد الرزاق العسكر ( الإمارات ): مديرة إدارة رياضة المرأة بالإمارات: يمكننا في الخليج العربي تطبيق التجربة التونسية بالرغم من اختلاف الظروف الاجتماعية لأن التجربة التونسية تبقى نموذجا ونحن هنا اليوم للنظر في السبل الكفيلة بتحويل القول إلى فعل في هذا المجال. دنيا حجاب ( الجزائر): نائبة رئيس الرابطة الرياضية للمرأة العربية و صحفية بالتلفزيون الجزائري: نحن نعاني في العالم العربي من نقص التغطية الإعلامية للأنشطة الرياضية النسائية وهو ما يقلل من فرص انتشار الوعي بأهمية الرياضة لذلك على الدولة التدخل ببعث قنوات خاصة بالأنشطة الرياضية النسائية لأن ذلك سيساهم في تعميم الوعي ونشر ثقافة الرياضة النسائية. الدكتور أحمد عبد الأمير ( العراق): الفكرة في حد ذاتها تعتبر طيبة لأنها تعبر عن احساس بمشكل والرغبة في تجاوزه خاصة وأن المشكل يصيب كل الدول العربية بالرغم من وجود تفاوت واضح بين الأقطار عل مستوى أهمية الرياضة العربية وهنا نذكر بالوضع السيئ للمرأة العربية التي تعاني من عدة معوقات اجتماعية ومادية زادت في حدتها حالة البلد بعد الاحتلال. هوامش من الندوة: شهدت الندوة حضورا إعلاميا لافتا من مختلف وسائل الإعلام التونسية. تخللت المداخلات عروض رياضية لفرق من الجيدو والجمباز الايقاعي. حضر الندوة وفد رسمي ورياضي كبير من مختلف الأقطار العربية وقد قارب العدد 70 فردا. الأستاذ سمير العبيدي تميز كالعادة برحابة صدره حيث تحدث باستمرار مع الحاضرين وكذلك الإعلاميين ورافقهم طيلة اليوم. حضرت الندوة كذلك العضو الجامعي منيرة بن فضلون. نقطة تنظيمية تتعلق بالتأخير المعتاد إلى جانب تزامن فعاليات الورشات في نفس التوقيت مما اوجد صعوبة لدى الإعلاميين الحاضرين في مواكبتها ابتهاج كبير عم الحضور التونسي من ممثلات الجمعيات الرياضية اثر إعلان وزير الشباب والرياضة عن قرار رئيس الدولة زين العابدين بن علي والقاضي بمضاعفة الميزانيات الخاصة بالجمعيات الرياضية. اليوم الختامي : خصص اليوم الختامي أمس السبت 27 نوفمبر من الندوة لعرض ورقات عمل الورشات وعرض التقرير الختامي والوثيقة المرجعية وتوزيع الجوائز الخاصة بالمسابقات وهدايا تذكارية من بعض الوفود للسيد الوزير. بالنسبة الى التوصيات فقد كانت كما يلي : تفعيل دور الإعلام وتكوين إعلام موحد يخص النشاط الرياضي النسائي. التعريف بالجانب الصحي وتوضيح أهميته بالنسب الى ممارسي الرياضة. التنسيق بين الوزارات المعنية برياضة المرأة على المستوى العربي. تفعيل دور الهياكل الرياضية العربية ومكونات المجتمع المدني. الرفع من تمثيل المرأة صلب مواقع صنع القرار العربي. تحيين النصوص القانونية ذات العلاقة بالمرأة حتى تواكب التحولات المتعلقة برياضة المرأة. دعوة الدول العربية إلى بعث هيكل وطني يعنى بنشر ثقافة الرياضة للجميع. تشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في قطاع الرياضة. المحافظة على بيئة سليمة تشجع على ممارسة الرياضة وبعث نواد للرياضة و البيئة. تدعيم الرياضة المدرسية زمنيا وممارسة وصيانة التجهيزات الرياضية بالمؤسسات التربوية والتشجيع على بعث جمعيات رياضية مدرسية. الاستئناس والتعريف بالتجارب المتعلقة برياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وبعث مؤسسات تمكنهم من ممارسة نشاطهم. إحداث قاعدة بيانات موحدة لجميع الدول العربية واستغلالها من قبل الدول في البحوث. مشروع الإعلان العربي : ساهم مختلف المشاركين في إعداد مشروع الإعلان العربي لتفعيل مشاركة المرأة في الرياضة وقد تضمن الإعلان جميع النقاط التي تمت مناقشتها على مدار اليومين في الندوة في شكل بنود تتعلق بالمحاور الأساسية منها : اعتماد سياسات توعوية لرياضة المرأة لتشمل كل فئات المجتمع. الاستفادة القصوى من التكنولوجيات الحديثة لنشر الوعي بأهمية ممارسة المرأة والفتاة للنشاط البدني والرياضي. وضع برامج علمية هادفة لاستكشاف المواهب الرياضية النسائية والإحاطة بها. إعداد وتطوير الكوادر القيادية الرياضية النسائية في كافة المجالات لتمكينها من أداء دورها لتصبح قادرة على تحقيق الانجازات الرياضية. استحداث روابط واتحادات أو لجان للإشراف على تسيير رياضة المرأة في الدول التي لا تتوفر ضمنها هذه الهياكل. تنويع مصادر تمويل البرامج ومشروعات رياضة المرأة. إدماج الفتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة وإعطاؤهن الفرص المتكافئة للانخراط في كافة البرامج الرياضية. البيان الختامي : تم خلاله توجيه برقية شكر إلى سيادة رئيس الدولة زين العابدين بن علي من قبل المشاركات في هذه الندوة مع الإشارة إلى وجوب اعتماد الإعلان الأخير كوثيقة مرجعية في اجتماعات مجلس وزراء الشباب العرب مع توجيه برقية شكر إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. كلمة السيد الوزير : مثلما أشرف الأستاذ سمير العبيدي على حفل الافتتاح كانت له كلمة الختام التي أكد فيها أهمية الندوة و المواضيع التي طرحت فيها مبيّنا أن النجاح كان حليف هذه الندوة من خلال الحضور المكثف لمختلف الوفود كما أشار السيد الوزير إلى أهمية المرأة في المجتمع معتبرا أن ممارستها للرياضة هو حق من حقوقها وهو واجب داعيا الجميع الى العمل سويا لوضع المرأة الرياضية العربية في الريادة. الوزير استدل بالنموذج التونسي في ضمان مساهمة المرأة في صياغة القرار الرياضي في تونس من خلال قرارات رئيس الجمهورية في هذا المستوى مبينا أن ذلك يمثل رمزا للمجتمع وان كرامة الأوطان من كرامة المرأة لأنها تعطي توازنا لمجتمعاتنا عامة ورياضتنا خاصة.