ذات مساء وفي 17 فيفري من سنة 1929 كان الهدوء يلف مدينة برشلونة عندما انطلق أول لقاء في كرة القدم جمع بين قطبي الكرة الاسبانية برشلونة وريال مدريد.. نال الفريق الملكي شرف الانتصار الأول (2 1) وكان ذلك اللقاء بمثابة الشرارة لموعد سنوي ينتظره أحباء الساحرة المستديرة من القطب الى القطب الى أن أصبح في السنوات الأخيرة الموعد الأكثر جاذبية في مواجهات الأندية ولا يقل أهمية وجاذبية عن مواجهة منتخبي البرازيل والأرجنتين. الموعد بين الريال وبرشلونة استثنائي دائما وخاصة هذا الموسم حيث يصنفهما الملاحظون الفريقان الأفضل على الاطلاق وبالاضافة الى ذلك فإنه من الصعب جدا أن نرجح كفة فريق معين هذا الموسم على عكس المواسم الفارطة حيث كانت الأفضلية دائما لأحد الفريقين أما العامل الأهم على الاطلاق هذه السنة فهو حضور المدرب البرتغالي الذي يفوق نجوميه نجوم اللاعبين وهو جوزي موينهو الذي أصبح بمثابة الساحر. في ايطاليا هناك نظرية تؤكد أن الفريق البعيد عن التوقعات أو الأضعف هو الذي يفوز في الدربيات وهي نظرية مبنية على أهمية العامل النفسي والروح المعنوية التي تتفوق في مثل هذه المقابلات على النواحي الفنية. لكن لقاءات الريال وبرشلونة لا تخضع للنظريات والأحكام المسبقة ولا لمنطق الأقوى أو الأكثر هزيمة ولا يؤمنون أن مثل هذه المقابلات تلعب على الجزئيات البسيطة وهو مصطلح حفظه المحللون عندنا عن ظهر قلب المهم أن لقاء اليوم الذي ينتظره أحباء كرة القدم في كل أنحاء العالم لن يكون عاديا في حضور الأولى في العالم أفضل نجوم اللعبة الشعبية. في كلمة يؤكد المحللون الاقتصاديون أن كرة القدم أصبحت من أهم الصناعات في العالم وأشار أحد المختصين في هذا المجال أن الكرة الأرضية تتعرض لثلاثة أنواع من الغزو. الأول هو الغزو الأمريكي في كل الاتجاهات بالسلاح والعتاد والثاني هو الغزو الصيني للأسواق العالمية لأن هذا البلد هو الوحيد القادر على اغراق السوق العالمية بألعاب الأطفال وغيرها والغزو الثالث هو الذي يقوده سحرة الكرة وخاصة النجوم الكبار مثل رونالدو ميسي وغيرهما. وفي لقاء اليوم سنجد كل سحرة اللعبة في الموعد عساهم ينسوننا مرارة الفرجة المحلية والقارية. اليوم سيكون الموعد استثنائيا بما أنه يدور يوم الاثنين بسبب الانتخابات في برشلونة وسيكون استثنائيا أيضا لأنه سيكون بمثابة «حرب النجوم».