تتردّد على مسامعنا كلمتا الحب والإعجاب وقد لا يكون أغلب الناس يعي الفرق التام بينهما، فهناك فئة من الناس لا ترى في الإعجاب والحب فرقا فهما مختلفتان في اللفظ متفقتان في المعنى ومع وجود هذه الفئة توجد فئة مقابلة تقول إن بينهما فرقا شاسعا وأن لكليهما معنى مختلفا. الفئة الأولى لا ترى فرقا بين الحب والإعجاب من مبدإ أن الغاية تبرر الوسيلة أي أن الإعجاب هو الحب أما الفئة الثانية التي ترى الاختلاف الشاسع بينهما وسيلة للحب والحب هو الغاية المراد الوصول إليها فذلك لأن الإعجاب لديهم لا يمكن أن يكون حبا والحب لا يمكن أن يكون إعجابا فالإعجاب هي صفة شخصية لا تتجاوز كونها إعجابا فقط وهي محدودة الأثر مقارنة بالحب أما الحب فهو صفة أعمق من الإعجاب وأكثر تأثيرا وأعمق في المعنى والذي يحب لا يمكن أن يكون معجبا ومن يعجب لا يمكن أن يكون محبّا فهما صفتان مختلفتان عن بعضهما البعض لكل منهما طابع خاص يميزه عن الآخر. أمام الشخص الذي تحبه قلبك يخفق بقوة لكن أمام الشخص المعجب به تكون سعيدا وأمام الشخص الذي تحبه الشتاء يصبح ربيعا لكن أمام الشخص المعجب به يكون الشتاء شتاء جميلا إذا نظرت إلى عيون الشخص الذي تحبه يحمر وجهك من الخجل وإذا نظرت إلى الشخص المعجب به تبتسم كما أنّك أمام الشخص الذي تحبه لا تستطيع أن تقول كل الذي يجول في عقلك لكن أمام الشخص المعجب به تستطيع ذلك وأمام الشخص الذي تحبه تصبح خجولا لكن أمام الشخص المعجب به تكون على طبيعتك ولا تستطيع أن تنظر مباشرة إلى عيون الشخص الذي تحبه لكن تستطيع دائما أن تبتسم إلى عيون الشخص المعجب به وعندما يبكي الشخص الذي تحبه فإنك تبكي معه لكن عندما يبكي الشخص المعجب به فإن جميع فرحك ينتهي ثم إنّ الشعور بالحب يبدأ من العيون لكن الشعور بالإعجاب يبدأ من حاسة السمع لذلك إذا أردت أن تكف عن الإعجاب بشخص فكل ما عليك القيام به هو أن تغطي أذنيك وأن لا تستمع إليه لكن إذا حاولت أن تغمض عينيك فإن الحب سيتحول إلى قطرات من الدموع وسيبقى في كل آذان صاغية... صدقا.