هل يمكن ان ينشأ الحب من أول نظرة على طريقة الشاعر العربي القائل : «نظرة فابتسامة، فموعد فلقاء؟ سؤال قد يختلف حوله البعض وهم كثيرون لكنه يجد صداه لدى البعض الآخر.. ليبقى الجدل في النهاية دون حسم لصالح هذا الطرف اوذاك. «الشروق» ارتأت طرح هذا السؤال على البعض من الجنسين فجاءت الاجابات متباينة بتباين التجارب حسب نظرة كل شخص الى الموضوع، فماذا قالوا؟ **ليس حبا بكل ثقة في النفس أجابنا «وليد» وهو شاب تجاوز العشرين بسنوات قائلا : «بصراحة لا أؤمن بهذا النوع من الحب، فالحب الحقيقي هو ذلك الذي يتطور وفق المراحل الطبيعية حيث يبدأ بالاعجاب الى بعض الاحاسيس المتطورة ثم مرحلة التعلق». ويوضح «وليد» ان ما يطلق عليه البعض «حبا» لا يتعدى كونه اعجابا وانبهارا قد يخفت مع الايام». ويشارك «حسام» 22 سنة سابقه الرأي ويقول : «اننا في مرحلة معينة نعجب بشخص ما، ونتعلق به الى درجة الهيام ويذهب في اعتقادنا ان ذلك هو الحب الحقيقي وحب العمر، لكن سرعان ما نكتشف الحقيقة أمام أول امتحان وينهار الصرح الذي بناه، وقد نتألم لكننا في النهاية ننسى ونحب من جديد». ويواصل «حسام» قائلا : «لقد عشت أكثر من ست تجارب عاطفية وكنت في كل مرة أحسب أنني وصلت الى الحب الحقيقي، حيث بدأت تلك التجارب بنظرات اعجاب متبادلة تطورت مع الايام، لكن عندما وضعت على المحك لم يبق شيء من تلك الاحاسيس، وكل ما اكتسبته هو المزيد من الخبرة في التعامل مع الفتيات وكيفية الايقاع بهن في الشباك» ينهي كلامه ضاحكا. الآنسة «حنان» بدأت حديثها الينا بسؤال انكاري : «وهل مازال هناك حب تسألون عنه؟ لقد تسللت لعبة المصالح الى كل تفاصيل حياتنا والتهمت أجمل ما فيها». وسألنا حنان عن سر تشاؤمها فردت بأن ما عايشته من تجارب خاصة بها او بالمحيطين جعلها تصل الى قناعة مفادها انه لا يوجد حب لا من أول نظرة ولا من آخر نظرة حسب تعبيرها وتلتقط «ثريا» طرف الحديث لتؤكد ان ما يسميه الناس الحب من أول نظرة لا يعدو كونه وهما من «أضغاث» المراهقة اذ ان الحب الحقيقي الذي يمكنه الاستمرار في وجه الصعاب هو ذلك الذي يتوج مرحلة طويلة من العشرة والتعارف على أسس عقلانية. ورغم كل ما قيل فإن هناك من يؤمن بهذا النوع من الحب الذي كثيرا ما يتردد في الخيال السينمائي. **حب حقيقي ومن بين هؤلاء السيد «جمال» الذي يؤكد ان ارتباطه بزوجته كان على أساس علاقة حب انطلقت شرارتها قبل 12 عاما. ويضيف «جمال» انه شاهد زوجته ذات ليلة في احدى المناسبات العائلية حيث لم يكن بينهما سابق معرفة ومع ذلك وجد نفسه مشدودا اليها بصفة غريبة لم يجد لها تفسيرا. ويضيف ان تعلقه بفتاته كان يزداد يوما بعد يوم وهو ما دفعه الى مصارحتها بالامر ليكتشف انها كانت تبادله المشاعر ذاتها، لتنطلق بذلك قصة حب جميلة مازال جمال وزوجته يعيشان على وقعها حتى اليوم. **ضحية الحب «نعيمة» فتاة جميلة تعمل اطارا بإحدى المؤسسات وتملك كل المواصفات التي تجعل أيا كان يسعى للزواج منها، لكنها لم تتزوج الى اليوم رغم تجاوزها الثلاثين بسنوات كل ذلك بسبب شخص أحبته من أول نظرة. تقول «نعيمة» ان ذلك لم يحدث لها في سن المراهقة بل بعدما تجاوزت الخامسة والعشرين، حدث ذلك عندما شاهدته رفقة أصدقاء له بأحد المقاهي وتبادلا النظرات وشعر كل منهما انه وجد الشخص الذي كان يبحث عنه. وتواصل نعيمة انها عاشت أجمل قصة حب مع ذلك الشاب الذي وعدها بالزواج عندما يعود الى أرض الوطن لأنه كان بصدد متابعة دراسته العليا في بلد أجنبي. لكن مرت السنوات وهي تمني النفس بأن يعود حبيب العمر لتحقيق وعده لها لكن ذلك لم يحدث ومازالت تنتظر عودته رغم انقطاع أخباره عنها منذ اكثر من ثلاث سنوات. والغريب انها ليست ناقمة عليه بل كل ما يهمها الآن هو معرفة أخباره والاطمئنان بأنه بخير. وهي مستعدة للانتظار لسنوات أخرى من أجله. وترفض «نعيمة» ان يقال انها ضحية الحب من أول نظرة حيث تؤكد ان الحب الحقيقي يمكن ان يصادفنا في اي مرحلة من حياتنا، المهم بالنسبة اليها هوصدق المشاعر، اذ يمكن ان ينشأ من نظرة او ان يتولد بعد علاقة تعارف وصداقة وأكثر ما يميّز الحب الحقيقي هو الاستعداد للتضحية والتنازل من اجل الآخر.