لماذا نصدق «ويكيليكس»... ولماذا لا نصدقه؟ قد يكون السؤالان مطروحين بإلحاح لدى البعض... وهناك بالتأكيد وجهة نظر أخرى بعد أن تمكن موقع على الانترنات ليس من فرض جدول أعماله على الجميع بل فقط من بيع بضاعته عبر العالم... وفي عالم الانترنات يعني بقاء زائر واحد على موقع ما لأطول فترة ممكنة الهدف الرئيسي لهذا الموقع وهو هدف تجاريّ بحت يقاس مستوى تحقيقه بحجم الأرباح. ويعرف «ويكيليكس» أن عدد زواره تضاعف مئات أو آلاف المرات وكذلك حجم الأرباح... والنظر إلى موضوع «ويكيليكس» من الجانب التجاري قد يكون مثيرا... يقوم موقع «ويكيليكس» كشركة تجارية على خطتين الأولى تخص الانتاج والثانية تتعلق بتوزيع المنتوج في السوق العالمية التي تضمنها الانترنات... وكانت أسرار أمريكا وفضائحها ومشاكلها المنتوج (الإعلامي) الرئيسي الذي اختاره مؤسسو الموقع (هناك منتوجات ثانوية) معتبرين على الأرجح أن هذا المنتوج يضمن عددا هائلا من الزبائن يحدد حجمهم بحجم الانتشار الأمريكي عبر العالم وهو انتشار يكاد يكون مثيرا للمشاكل في العالم كله... أي أن الموضوع يعني الجميع. وكان شكل المنتوج في الهجمة التجارية الحالية. برقيات وأسرار الخارجية الأمريكية. وتضمن البرنامج التسويقي لموقع ويكيليكس الحصول أولا على وسطاء كبار للقيام بدور تجار الجملة الذين يحظون بترتيبات ومعاملات خاصة من قبل المنتج... وكان هؤلاء في شكل صحف ومجلات ذات انتشار عالمي ورقمي والكتروني... وقام الوسطاء بدورهم بترويج المنتوج لدى وكلاء وتجار تفصيل في إطار آلية تجارية عالمية حول المعلومات. وتمكن «ويكيليكس» من ضمان دعاية مجانية لفائدته عبر العالم حيث قام الخصوم قبل الأصدقاء بالترويج لبضاعته. بل إن غضب واشنطن الحالي يشكل أكبر خدمة للموقع. وفي ظل الحديث عن الجانب التجاري لحركة المعلومات (وهو الجانب الرئيسي الذي يضمن الربح وبالتالي إعادة انتاج المعلومات) يصبح الحديث عن فحوى المعلومات ومصدرها وعن الحقيقة والكذب من المسائل الثانوية أو الجانبية... ثم إن العالم يتغير وبسرعة كبيرة... وتتغير معه المواصفات والنظريات ووجهات النظر... بقي أنه هناك بالتأكيد... وجهات نظر أخرى وهناك أيضا قضايا انتهى وقتها... وتجاوزت مدة صلوحيتها...