استنفرت الولاياتالمتحدةالأمريكية والدول الحليفة لها قواها وامكانياتها التقنية والقانونية والأمنية لتضييق الخناق على موقع «ويكيليكس» ومؤسسه جوليان أسانغ بعد ان تسبب الأخير في تعرية الديبلوماسية الأمريكية وكشف وجهها الحقيقي أمام الصديق قبل العدو. وخسر الموقع إحدى أكبر الشركات الالكترونية التي يتعاون معها وهي «أمازون» التي توقفت عن استقبال «ويكيليكس». غياب مؤقت وأدى قرار «أمازون» الى غياب «ويكيليكس» من على الشبكة العنكبوتية قبل ان ينجح في العودة عبر مزودين أوروبيين. وكان السيناتور الأمريكي المستقل جون ليبرمان قد كشف الليلة قبل الماضية عن تلقيه قرار «أمازون» ودعت مجموعة «كونيكتيكت إنديبندنت» الرقمية الشركات الأخرى الى الاقتداء بقرار «أمازون». وزعمت ان اية شركة مسؤولة سواء أكانت أمريكية أو أجنبية يجب عليها عدم مساعدة «ويكيليكس» في جهوده للكشف عن الوثائق المسربة. طعن في الطعن من جهة أخرى، رفضت المحكمة السويدية العليا طلبا استئنافيا تقدّم به أسانغ ضد مذكرة اعتقاله بتهمة الاغتصاب والتحرش الجنسي. ونقلت مصادر اعلامية متطابقة عن المحكمة قولها: عقب دراسة القضية تجد المحكمة انه لا يوجد اي سبب لاستئناف النظر في القضية. وكانت الشرطة الدولية «الأنتربول» قد أصدرت الليلة قبل الماضية مذكرة إيقاف بحق «أسانغ» وعممتها على دولها الاعضاء ال 188. واتهم مؤيدو مؤسس «ويكيليكس» جهات لم يسموها بافتعال قضية الاغتصاب لوقف نشاطه في مجال كشف الوثائق السرية. واعتبر محاموه انه لا يجدر بالنائب العام السويدي طلب ايقافه لمجرد استجوابه. وفي ذات السياق، ذكرت صحيفة «تايمز» البريطانية ان خطأ طرأ على مستوى صياغة مذكرة الإيقاف السويدية سمح لأسانغ بالافلات من الاعتقال في بريطانيا. ونسبت الصحيفة الى مصدر أمني بريطاني قوله: «إن الشرطة المحلية كانت تعرف مكان اختباء أسانغ (جنوب أنقلترا حسب بعض الجهات) ولكنها لم تتمكن من التدخل نظرا لوجود بعض الأخطاء في مذكرة الإيقاف. وفي المقابل، كلّف الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسؤولا رفيعا في مجال مكافحة ما يسمى الارهاب بمنع حصول تسريبات جديدة. وأشار البيت الابيض في بيان الى أن المدير المساعد لخدمات تبادل المعلومات في المركز الامريكي لمكافحة «الارهاب» سيقود جهدا شاملا يرمي الى إعداد وتطبيق الاصلاحات البنيوية التي برزت الحاجة إليها في ضوء التسريبات.