من أبرز علامات تطور المجتمعات تعاطف أفرادها مع بعضهم البعض وتآزرهم وإحساسهم بوجوب أن تشيع السعادة بين أفراد العائلة لتتسع في ما بعد الى المجتمع ككل ومن هنا انطلقت الفكرة الرائدة بضرورة رعاية فئة معينة ممن كانوا السبب الرئيسي في وجودنا في هذه الدنيا ألا وهي فئة المسنين. فالفترة التي يعيشها المسنّ تستوجب المزيد من الاقتراب منه لنلمس حاجياته ونحياها معه لنوفرها له بقدر تجعله يحيى حياة طبيعية طيبة تبعده عن بؤس الوحدة وكابوس الانطواء على النفس وذلك عن طريق توفير ما يحتاجه من ضروريات حياتية ملحة ومن هنا انطلق إحداث مقرّات للمسنين ببلادنا كعلامة مضيئة من علامات تفعيل مبدإ التضامن بين أفراد المجتمع الواحد ولوسائل الاعلام الفضل الكبير في التعريف بهذه الدور الخيرية الاجتماعية حيث حفزت همم الكثيرين من أهل البر على زيارة هؤلاء المسنين وتعهدهم بالكلمة الطيبة لتزيل عنهم رتابة العيش وتعيد لهم البسمة والأمل في الحياة بالاضافة الى ما يبرمجه المشرفون على حظوظ هذه المراكز من أنشطة ترفيهية رغبة في تسليتهم وبالتالي إضحاكهم وإدخال حركية منعشة على حياتهم اليومية وقد نتفق في هذا الصدد مع مقولة الدكتور «هولاند فوندا» حول فوائد الضحك: «دقيقة واحدة من الضحك تعادل 45 دقيقة من الاسترخاء وللضحك قدرة فائقة على إزالة الآلام وهو يخفف من حدة توتر الأعصاب.. وهو ينظم خفقان القلب ويخفض من ضغط الدم» ومن ضمن هذه المؤسسات الرائدة مركز المسنين بمنوبة هذه المؤسسة الفاعلة التي يقف كل زائر لها على اهتمام متزايد بهؤلاء الذين أسعدونا منذ صغرنا وضحوا لأجلنا ولكن لسبب أو لآخر وجدوا الوحدة تترصدهم فوقع انتشالهم بالعمل على تفعيل أدوار عدة أطراف صحية واجتماعية من ذوي الاختصاصات المتعددة رفيعة مستوى التكوين والمهتمة بأمراض الشيخوخة ونحن من موقعنا نكبر كل هذه المجهودات ونوجه نداء للعائلات لأداء زيارات رحمة وتعاطف لهؤلاء المتعطشين إليها يتم خلالها تقديم هدايا ولو رمزية تتخللها كلمات طيبة من شأنها أن تشعرهم بحلاوة العيش واستمرارية الحياة على نسق طبيعي وعادي ونكون بذلك قد رسخنا في أذهان أطفالنا توقير الكبار وبالتالي حبّ الآخر والتنشئة على مبادئ التكافل والتضامن وتنمية الحسّ المدني وتربيتهم على حب المواطنة والعمل على إشاعته بين أفراد المجتمع الواحد مع احترام القيم الجماعية وقواعد التعايش والتكامل.