قبل رحيل سنة واستقبال أخرى تتجه الأنظار الى الفضائيات والآذان الى القنوات الاذاعية والأعين تحملق جيدا في الصحف والمجلات للاطلاع على نتائج الاستفتاءات لاختيار أفضل منشط وأفضل فنان وأهم حدث وأيضا أحسن معلق رياضي ويتسابق المتسابقون بغض النظر عن المقاييس المعتمدة في مثل هذه الاستفتاءات وفي كيفية التصويت والاختيار لم أكن لأتحدث عن هذا الجانب الا ان تعليق بعض المذيعين جعلني أغيّر موجة البث ولازلت أذكر بعض المصطلحات التي رددها ذلك المذيع عبر احدى القنوات الإذاعية (الكرة تنط تنط تنط لترتمي في قلب الشباك، وفلان ماذا يفعل ماذا يفعل يسقط أرضا...) بعض المعلقين الرياضيين وللأسف لم يدركوا بعد ان الصورة تكون أكثر وضوحا وصفاء وإثارة بوجود اختيار دقيق للكلمات وتقديم المعلومة الشافية يجعل من التعليق الرياضي رفيع المستوى فوسائل الاعلام والاتصال تطوّرت لاشك في ذلك والتعليق الرياضي واكب هذا التطوّر فالوصول الى المعلومة مهما كانت بات في الوقت الراهن بأيسر الطرق وأسرعها وللحفاظ على هذا التطوّر لابدّ ان يقدّم المعلق الرياضي أجمل ما لديه من الكلمات بامتلاكه لثقافة واسعة ومعلومات لا حدود لها فضلا عن سرعة البديهة والموهبة في التعليق وجمال الصوت وهناك عديد المعلقين الذين برزوا وساهموا في تطوّر الاعلام الرياضي تقديما وتعليقا وكانت لهم طرق خاصة جعلتهم ينفردون ويتفردون ويتميّزون عن غيرهم بكلماتهم الكروية الجميلة فلعبة كرة القدم لعبة شعبية هي الأكثر متابعة من الرياضات الأخرى بعض المعقلين الرياضيين يحببونها ويشدونك شدا لمتابعة كرة القدم والبعض الآخر يجبرك على تحويل محطتك تلفزية كانت أو إذاعية فالمعلق الرياضي والاعلامي عصام الشوالي صال وجال في ملاعب الساحرة المستديرة وفرض اللهجة التونسية لقّب بملك التعليق العربي انطلاقته كانت من إذاعة الشباب وبموهبته الرائعة اختزل الزمن فانتقل الى القناة الفضائية التونسية ليكمل مشواره بالانتقال الى شبكة راديو وتليفزيون العرب ثم استقر بفضائية قطرية وتذكرون لاشك بعض تعليقاته يا كووووووورة يا غدّارة، خليني نحكي خليني نعبّر خليني نريح ونرتاح مش ممكن يا زيدان وفي مباراة الأرجنتين والمكسيك بكأس العالم 2010 سمعناه ينشد شعرا في ميسي قائلا: (أنا الذي نظر العاشق لقدومي وأطربت مراواتي من به عقد ووصلت أهدافي لمن يعشق الطرب أنا (ميسي) كبيرهم على صغري أنا (الليو) عارض المتعة في عالم القدم ويغني له في مباراة برشلونة ومانشستر يونايتد: ستفتش عنها يا ولدي في كل مكان ستسأل عنها المرمى وكل الأركان ستقر على أن كورة (ميسي) الفنان بصمة على جبين كل برشلوني عاشق في هذا الزمان ولا يخفى عشقه الأبدي لسحر (ميسي) فتسمعه في مباراة برشلونة وارسنال: (باليمين أنت الساحر باليسرى أنت المبدع بالرأس أنت امبراطور يا (ليونيل)، وعن زيدان كم أنت كبير يا ابن الصحراء يا زين الدين، ضربة معلم يا معلم شوف واتكلم، عصام الشوالي اختير كأفضل معلق عربي لسنوات 200520062007 وفقا لاستفتاء أجراه موقع كووورة الرياضي فهو كما قال باحدى الفضائيات لست انقليزي ولا إيطالي ولا هولندي ولا فرنسي... تونسي الهوى والقلب واللسان، أمي لم تكن شقراء اللون، وأبي لم يكن أخضر العيون، في نهايات سنة 2010 نأمل ان يعدل المعلقين الرياضيين ألسنتهم على مصطلحات جميلة تجعل كل مشاهد ومستمع تونسي يعتزّ بوطنية الوالي الذي نقل ووصف كل المباريات معتمدا على زاده الثقافي وعلى لهجته التونسية ولسنا بذلك ندعوهم لتقليد الشوالي فالكل له لسان وشفتين وأذنين.