تعرضت ألحاني الى الاستيلاء ولكن هذه المرة لن أتسامح«هكذا عبر الملحن الطاهر القيزاني في لقاء جمعه ب«الشروق» بكل إستياء بعد أن إستمع مؤخرا إلى أغنية لشمس الدين باشا كانت قد بثتها إذاعة«شمس آف آم» وهي من التراث التونسي بعنوان«جرجار» قام بتوزيعها الموسيقي مهدي المولهي. الأغنية تتضمن نفس الجمل الموسيقية التي وردت في الموسيقى التصويرية لمسلسل«عودة المنيار» الذي بث على قناة تونس 7 هذا ما أكده لنا الطاهر القيزاني بإسماعنا المقطوعتين مضيفا«كان بإمكاني تجاهل الأمر مثلما سبق عند سماعي للعديد من الأغاني لو اقتصرت العملية على مجرد تأثر ولكن أن يقع اعتماد نفس الجمل الموسيقية بمثل هذا الكم الزمني واستغلال جهدي وبحثي دون إستشارتي بمثل هذه الطريقة فهذا لن أقبله من باب المبدإ أولا علني أساهم ولو بالقليل من أجل إيقاف هذا التيار ومثل هذه الإعتداءات. وثانيا دفاعا عن حقي الإبداعي وبالتالي حق كل مبدع ، والتجأت الى محام لرفع قضية رغم أن الموزع مهدي المولهي صديقي لأنه كان من الممكن أن يستشيرني في الأمر ولكن ماراعني عندما اتصلت به هاتفيا إلا أن استغرب من الأمر وبرر ذلك بمجرد التأثر قائلا لي« ربما موسيقى عودة المناير بقيت في أذني لاغير» وعندما أكدت له العكس طلب مني أن أرسلها إليه ليتثبت.» رأي محايد لمزيد تسليط الضوء على هذا الموضوع إستشارت«الشروق» الموسيقي الأستاذ وليد المليشي والذي ما إن استمع الى المقطوعتين حتى عبر عن نفس ما أثبته الطاهر القيزاني معتبرا أن «ما وقع عملية نسخ مكشوفة وغير مقبولة بالمرة«مضيفا» لا يمكن أن تكون مجرد تأثر لأن ما استمعت إليه هو نسخة مطابقة للجمل الموسيقية مع محاولة لتغطية ذلك ببعض المؤثرات من قبيل تغيير بعض الآلات الموسيقية لا غير.» المولهي يخير الصمت! في اتصال هاتفي بالموزع الموسيقي مهدي المولهي خير عدم الرد طالبا منا سماع المقطوعتين والحكم. شمس الدين يتفاعل اتصلت «الشروق» أيضا بشمس الدين باشا الذي رد في حماس «الطاهر القيزاني صديقي وأطلب منه أن يتركنا نعمل فهل نتوقف عن الغناء حتى يرضي عنا «قلو يفك علينا»، ما المشكل مهدي لم يسرقه، فكم لنا من مقام في تونس، فالطاهر فنان كبير هل يقيس نفسه بجملة موسيقية؟». أغنية برتبة وثيقة ابداعية اغنية «جرجار» ترجع نشأتها إلى فترة تاريخية معينة أول ما برزت كانت على لسان أم تبكي ولدها «المنوبي جرجار» وهو من المناضلين التونسيين الذين دفعهم حبهم للوطن للتواجد في الصفوف الأمامية أثناء أحداث الجلاز 1911 مما جعل القوى الاستعمارية تعتقله وتعدمه أمام أمه مع العديد من الوطنيين فالاغنية تروي حرقة أم على اعدام ابنها أمامها، جاء في مطلعها «برا وايجا ما ترد أخبار يا عالم الاسرار... صبري لله يا عالم الاسرار لا اله إلاّ اللّه يامه ضربوني والضربة جاتني على راسي قداش انقاسي... يامه ضربوني والضربة جاتني على ساقي وأنا دمي سواقي...» ولم يخف القيزاني اعجابه بالكلمات وأيضا بالتوزيع المنفذ واعتبرها «من الأغاني القيمة تراثيا وفنيا وكان من الممكن ايلاؤها القيمة المناسبة من جميع النواحي» على حد تعبيره. انتفاضة «باشا» حول الانتقادات التي وجهت إلى شمس الدين باشا أثناء أدائه لهذه الاغنية في قناة «نسمة تي في» والتي تعتبر أنه شوهها بأداء راقص مائع في حين أنها أغنية ذات خصوصية رد شمس الدين في توتر وحماس كبيرين قائلا: «اطلعت على هذا الرأي وأتوجه إلى أصحابه بأن يدفعوا مصاريف هذه الاغنية وسوف أؤديها بالصورة التي يرونها، فأنا تفاعلت تلقائيا مع الايقاع لا غير فهل بالضرورة أن أعبر عن الحزن بالبكاء وبلباس معين فلي طابعي الخاص لا أستطيع تغييره، والاغنية لم ترد على لسان أم جرجار كما يشاع بل وجدت مكتوبة من طرف جرجار ذاته خطها على جدران السجن يشكي لأمه عما تعرض اليه من تعذيب من طرف الموالين للمستعمر وأعوانه.» هذا ولم يخف شمس الدين استياءه من تجاهل بعض وسائل الاعلام المرئية له متوعدا بأنه سيكشف قريبا عدة حقائق حولها كما استاء من العلاقات التي تربط الفنانين التي وصفها ب«النفاق».