من الناحية اللغوية تعني هذه العبارة لدى سكان جنوب إفريقيا «أنا كإنسان»، أو الإنسانية في قيمها الجماعية، عمليا، «أوبنتو» هو اسم أحد أشهر الأنظمة المجانية المفتوحة لتشغيل الحواسيب في العالم حاليا. ونذكر أنه حتى نهاية الثمانينات كانت كل الحواسيب الشخصية تعمل وفق نظام مايكروسوفت «أم أس دوس» أو آبل ماكنتوش. هذا لا يشمل طبعا الحواسيب غير الشخصية التي تشتغل بأنظمة خاصة بها مثل حاسبات «أي بي أم». وإذا كان نظام أبل ماكنتوش لا يشغل سوى حواسيب ماكنتوش، فإن نظام مايكروسوفت في مختلف نسخه يشغل الحواسيب الأخرى، وهو ليس مجانيا بل يشتريه صناع الحواسيب مسبقا ويثبتونه في الحاسوب لذلك لا ننتبه إلى ثمنه. كما أنه لا يمكن تغيير شيء من محتواه لأن لغته مغلقة وهو يباع في شكل قرص مدمج للتثبيت على الحاسوب. وفي عام 1991 ضاق الطالب الفنلندي «لينوس تورفالدز» ذرعا بنظام «أونكس» الذي يشغل حواسيب جامعة هلسنكي التي يدرس بها، فقرر تصميم نواة برنامج جديد سريعا ما لقي ترحيبا كبيرا لدى المختصين وجعل لغته بسيطة ومفتوحة للجميع وهو ما جعل آلاف الباحثين عبر العالم يساهمون معه مجانا في تطوير أول نظام مفتوح ومجاني في العالم لتشغيل الحواسيب أطلق عليه فيما بعد اسم «لونكس». وإثر نجاح البرنامج، ظهرت منه عدة نسخ تحافظ كلها على شرط المجانية، أولها «سلاك واير» ثم «رد هات» و»فيدورا» و»سوز». لكن أكثرها شعبية لدى مطوري البرامج حاليا هي «ديبيان» التي اعتمدها الطالب جنوب الإفريقي مارك شوتلورث عام 2004 ليطلق منها نظام التشغيل «أوبنتو» الذي يشغل حاليا واحدا بالمائة من حواسيب العالم، وهذه النسبة بصدد الارتفاع سنويا، بما أن محرك البحث العالمي «غوغل» يستعمل برنامج أوبنتو، بالإضافة إلى المئات من حواسيب المؤسسات العملاقة التي تجد فيه صلابة واستقرارا كبيرين عند التشغيل، بالإضافة إلى ميزته التقنية الفريدة القائمة على إمكانية تغيير كل شيء فيه، دون اعتبار ميزة المجانية. يقول مارك شوتلورث في حوار سابق مع صحيفة لوموند: «عدد مستعملي أوبنتو يتضاعف كل عام، أعتقد أننا بلغنا 20 مليون مستعمل في العالم، هذا لا يزيد عن واحد بالمائة من حواسيب العالم، لكننا نتقدم، أوبنتو هو النظام الذي يستعمله محرك البحث الجبار غوغل وعدة مؤسسات إعلامية كبيرة».