اتخذ المكتب الجامعي القرار المنتظر بإقالة مارشان مدرب المنتخب الوطني وكامل الإطار الفني والإداري والطبي في وقت خفتت فيه التوقعات بخصوص هذه الخطوة التي نادى بها الكثيرون في وقت سابق، إعلاميون ومحللون وخبراء في كرة القدم لكن للأسف وصفت مواقفهم الإستشرافية بحصول«الكارثة» وقتها بالتشاؤمية والهادفة الى ضرب استقرار المكتب الجامعي والمنتخب والكرة التونسية بصفة عامة... بالمحصلة...نقول أن يأتي القرار الصعب في الوقت السيء أفضل من لا يأتي أبدا ومازاد في تخفيف وطأة ما حدث ما يعكس حالة من الرضاء التام على هذا القرار، هو أنه عقب قرارات رئاسية رائدة ضربت في صميم جرح الكرة التونسية وكانت توحي بحصول تعويض جذري وإعادة بناء مستعجلة لأن المناخ العام بلغ درجة من«التلوث» جعلت المستقبل يبدو مظلما. الآن سنتطلع الى ما بعد هذا القرار حتى يكون تتمة لهذه الخطوات «الثورية» وهذا سؤالنا للمسؤولين في معرض هذا التحقيق : يونس الشتالي: القرار متأخر لكنه صائب القرار يحمل وجها سلبيا يتمثل في أنه جاء في وقت متأخر بعض الشيء لأن مارشان أظهر منذ فترة طويلة أنه ليس في مستوى طموحات كرة القدم التونسية أو المكتب الجامعي وكان يجب إتخاذ مثل هذا القرار منذ مدة حتى لا تتعطل عجلة المنتخب ونخسر الكثير من الوقت. أما الوجه الإيجابي في هذا الموضوع فيتمثل في كونه صائبا وإستجاب لحقيقة الظرف الحالي الصعب الذي يتطلب تدخلا عاجلا عن طريق ضخ دماء جديدة في المنتخب وذلك يكون أساسا عير تغيير المدرب وهو المشرف الأول على المنتخب...الآن يجب البناء على هذه الإصلاحات وعدم إهدار الوقت في التفكير كثيرا في مدرب جديد. أنور الحداد: كان يجب وقف النزيف أولا أريد أن أوضح أنني انسحبت فقط من خطتي كناطق رسمي وحافظت على خطتي كنائب رئيس للجامعة وذلك تجنبا لبعض الإشاعات التي تقول إنني انسحبت من الجامعة نهائيا.. نعود الى موضوع إقالة مارشان لنقول إننا كمكتب جامعي أحسسنا بخطورة الوضع منذ وقت طويل نتيجة لتراكم اخطاء هذا المدرب وآخرها ما حصل نتيجة إلغاء المباراة الودية ضد منتخب أوزباكستان وما نتج عن ذلك من موقف محرج وقعت فيه تونس بصفة عامة... هنا كان علينا محاسبة الجميع ومعالجة المشكل من جذوره وذلك بإقالة الإطار الفني وكل المحيطين به حتى نبدأ عملية الإصلاح على قواعد ثابتة فكانت النتيجة تغييرا جذريا وشاملا لكل المحيطين بالمنتخب لأننا علينا الترشح لنهائيات كأس أمم افريقيا 2012 مهما كانت التكاليف. الآن أوكلنا مهمة البحث عن مدرب جديد الى لجنة فنية مختصة لأن هناك من اتهمنا بأننا لا نفهم في كرة القدم ففسحنا المجال للخبراء وأصحاب الكفاءة حيث سنتقبل إقتراحات اللجنة بخصوص الأسماء المقترحة لخلافة مارشان وندرس الوضعية في غضون 15 يوما ثم نقرر. شكري العميري: حان وقت التغيير ولكن... في إعتقادي الشخصي أن وقت التغيير قد حان في صلب المنتخب الوطني خاصة بعد القرارات الرئاسية الرائدة من قبل سيادة الرئيس في مجال الرياضة. لكن أتمنى أن لا يكون التغيير لمجرد التغيير حتى لا يتحول هذا الأمر الى ظاهرة تطال الأندية ثم المنتخب الوطني بالنسبة إلى مارشان لا يمكن أن نشكك الآن في قيمته الفنية كمدرب لكن هناك أمور كثيرة لم تخدمه منها أن في عهده كانت مصلحة الفرق أقوى من مصلحة المنتخب...والآن علينا التركيز جيدا في المرحلة الجديدة وأمامنا متسع من الوقت لإعادة هيكلة المنتخب خاصة إذا علمنا أن مشكلتنا لا تتلخص في المدرب بل في الاطار العام لمنتخبناوكرتنا. زين العابدين الوسلاتي: كان يجب اتخاذ هذا القرار منذ فترة قرار إقالة مارشان جاء بشيء من التأخير لكنه أفضل من أن لا يأتي تماما لأن مارشان ومع احترامنا الشديد لكفاءته الفنية لم يكن قادرا على إضافة الشيء الكثير للكرة التونسية نتيجة سياسة خاطئة انتهجها في التعويل على لاعبين غير قادرين على إفادة المنتخب... حتى يكمل المكتب الجامعي السير في نفس الاتجاه الصحيح عليه التفكير في البديل سريعا وأتمنى أن يكون تونسيا لأن التونسي قادر على النجاح بشرط أن نمنحه 10 ٪ مما منحناه للأجنبي. فاتح العلويني: هذا هو الوقت المناسب للاستئصال شخصيا لم أتفاجأ بمثل هذا القرار لأنه جاء مباشرة بعد توصيات سيادة رئيس الجمهورية بضرورة إصلاح الرياضة التونسية وبالتالي لم تكن إقالة مرشان بمحض الصدفة بل كانت نتيجة دراسة عميقة وتحليل مترو للوضع. أنا لا أصف ما حصل بالتغيير بل أسميه إستئصالا يهدف الى إعادة بناء جذرية تقوم على أرضية صلبة ومتماسكة لأن القرار شمل كامل الإطار الفني والطبي والإداري وتجاوز ذلك الى إحداث خطط جديدة مثل المدير الإداري والمدير الرياضي والمدير المالي وهذا دليل على أن ما حصل لم يكن يستهدف رأس مارشان في حد ذاته بل كان يهدف الى إعادة إصلاح الكرة التونسية من أساسها وهنا يجب علينا تثمين هذا القرار وهناك متسع من الوقت أمامنا لنعيد هيكلة المنتخب بكل مكوناته من أجل دخول مرحلة جديدة تكون قائمة على أسس صحيحة. الفنيون بصوت واحد :نريد بديلا تونسيا قرار إقالة الاطار الفني والاداري والطبي للمنتخب الوطني لكرة القدم لاقى ردود فعل مختلفة في الاوساط الرياضية بين مؤيد ومعارض. «الشروق» لم تبق بمنأى عن هذا الحدث فاتصلت ببعض الفنيين لرصد انطباعاتهم حول هذا الذي حصل. شهاب الليلي: شخصيا، كنت انتظر هذا القرار منذ مدة والمسألة لم تكن سوى مسألة وقت لا اكثر ولا أقل ولهذا القرار أسبابه لعل أهمها النتائج المخيبة للامال لكن ما فاجأني حقا هو أن القرار شمل الاطار الفني والاداري والطبي اذ ان المنطق يفرض ان يتم الابقاء على جزء من الطاقم لتأمين الاستمرارية وما آمله هو ان لا يكون هذا التغيير من أجل التغيير وشخصيا ومن خلال هذا التغيير الكلي، أستطيع قراءة المرحلة المقبلة حيث سيكون الطاقم المقبل تونسيا لكونه يعرف دواليب ومشاكل وواقع المنتخب. رضا عكاشة: حسب رأيي لا أعتقد أن النتائج وحدها وراء هذا القرار بل أن هناك أسبابا أخرى لا نعرفها وقد فوجئت شخصيا بقرار الاستغناء عن نجيب غميض وهو دليل آخر على عدم رغبة الجامعة في التعويل على خدمات اللاعبين القدامى ولو عدنا الى الوراء لوجدنا ان المدرب برتران مرشان مهدد بالاقالة منذ فترة طويلة وهو ما جعله يعمل تحت الضغط ولا أعتقد أن هذا القرار سيؤثر على المدرب برتران مرشان الذي بلغني أنه تلقى بعض العروض من أندية أخرى والفضل يعود الى المنتخب الوطني الذي أثرى رصيده. علي راشد: هو قرار منتظر بحكم النتائج السلبية التي سجلها المنتخب والضغط الاعلامي والجماهيري الذي سلط على المدرب مرشان وشخصيا أرى أن هذا القرار لم يكن مدروسا باعتبار أنه حصل تحت الضغوطات كما أنه تم اتخاذه في وقت أصبحت تفصلنا فيه 6 أشهر عن لقائنا المقبل في شهر جوان وما أطلبه من الجامعة هو ضرورة التروي والتريث قبل اختيار المدرب الجديد حتى لا يصبح حال جامعتنا مثل الأندية التي لا تتردد في تغيير مدربيها متى شاءت. وفي خصوص التغيير الذي شمل كامل الطاقم فهو منطقي وعادي حيث تعهد للمدرب الجديد مهمة اختيار بقية أعضاء الطاقم وفي ما يتعلق بالمدرب البديل فإني أقترح انتداب مدرب أجنبي حتى لا نعرف نفس المشاكل التي عاشها المدربون التونسيون الذين سبق لهم الاشراف على حظوظ المنتخب مثل فوزي البنزرتي ويوسف الزواوي ومراد محجوب لكن لابد من التحري والتريث في اختيار المدرب الاجنبي الجديد. المختار التليلي: ما حصل كنت نبهت اليه منذ مدة وها هي الأيام تتكفل بتأكيد ما قلته وإني انتهز هذه الفرصة لأشكر المكتب الجامعي على هذا القرار الشجاع ولو أن ذلك حصل بصفة متأخرة والآن وقد أقدمت الجامعة على هذه الخطوة فإنها مدعوة الى القيام بحملة تطهيرية في صفوف اللاعبين الذين لم تعد لهم رغبة في اللعب او يحدثون البلبلة في صلب المجموعة. وفي خصوص البديل، فإني أرى أن فوزي البنزرتي أو عمار سويح مؤهلان للاضطلاع بهذه المهمة لكونهما سبق لهما الاشراف على المنتخب. كمال الشبلي: حسب رأيي، فإن المكتب الجامعي أراد من خلال هذا القرار دخول مرحلة جديدة وطي الصفحة لزرع دماء جديدة في جسم المنتخب ويبدو جليا أن النتائج السلبية والضغوطات وراء هذا القرار لكن ما فاجأني شخصيا هو أن التغيير شمل كامل الطاقم وهو ما لم نكن متعودين عليه في السابق وفي خصوص البديل فإنه مطالب بأن يكون على دراية بأجواء الكرة التونسية ولعل المدرب الذي ينسجم مع هذا التوجه هو فوزي البنزرتي الذي لن يكون هذه المرة تحت الضغوطات بل ستوفر له فترة لا تقل عن 6 أشهر لاعداد المجموعة.