اعتادت مجلّة «تايم» الأمريكيّة منذ 1927 أن تختار سنويًّا شخصيّة عامّة (خيّرة أو شرّيرة) تعتبرها «شخصيّة العام». وقد اختارت قبل يومين مارك زوكيربرغ مؤسّس موقع «فايسبوك» ليكون شخصيّة 2010! مشيرة إلى أنّه «رئيس» ثالث أكبر دولة في العالم، على أساس أنّ موقعه أصبح يستقطب أكثر من 500 مليون «مواطنًا»! والحقّ أنّ هذه المواقع وأمثالها، على الرغم من بعض إيجابيّاتها ومهما كان عدد مشتركيها، ليست في النهاية سوى فقاعات كبيرة يمكن أن تنفلق في أيّ لحظة! لذلك يؤكّد هذا الاختيار مرّة أخرى عددا من أمراض الساعة، ومن بينها اختلاط الأمور بين الحقيقة والإشاعة! ورغبةُ الكثيرين في «الهجرة» من «الواقعِ» إلى أيّ بديل حتى لو كان «فُقاعة»! في «دولة الفايسبوك» مثلاً، لكلٍّ أن يدّعي ما يشاء وأن ينتحل الهويّة التي يشاء وأن يغتصب ما يشاء حتى الصداقة! أضفني إلى أصدقائك يقول لك أحدهم! اُطلبني للصداقة تقول لك إحداهنّ! وعليك أن تضيف هذا وأن تطلب تلك وإلاّ كشّرا لك عن أنيابهما الفايسبوكيّة و«مسّجا» لك بما لا يُبقي لكَ بقيّة! هكذا يتوهّمُ «المواطنُ الفايسبوكيّ» أنّ أصدقاءه بالآلاف! وأنّ الصداقة بضاعة رخيصة الثمن كاملةُ الأوصاف! إلاّ أنّه ما أن يعود إلى أرض الواقع حتّى يكتشف أنّ الأصدقاء سؤالٌ مُضْمَر، وجوابٌ أندرُ من الكبريت الأحمر!