حين تفقد كلّ شيء لا تيأس، يا خليفتي فمازال أمامك المستقبل ففي المثل الألماني «اليأس هو انتحار القلب» لقد قال خالقنا تعالى:{ومنْ يقنطْ من رحمة ربّه إلاّ الضالّون} (الحجر آية 56) أي لا تيأسوا من الخير فالقنوط أتمّ اليأس ولا يقنط من رحمة الله إلاّ المخطئون طريق الصواب ويقابل نهيه ربنا عن القنوط، أمره سبحانه بالقنوت لله والخشوع لله، والإقرار بعبودية الله والقيام بالطاعة التي ليس معها معصية في قوله عزّ وجلّ: {قُوموا للّه قانتين} (البقرة آية 238) فالفرق بين اللفظين أن الأول يخالف الثاني في حرف واحد فالاثنان يشتركان في الحرفين التاليين (ق،ن) واختلافهما في الحرف الثالث فاللفظ الأول ينفرد بحرف (ط) واللفظ الثاني ينفرد بحرف (ت) وهذا الخلاف هو سبب تقابل معنى اللفظين فلفظ (قنط) بالطاء يدلّ على اليأس من الخير، ولفظ (قنت) بالتاء يدل على الطاعة للّه والخشوع فوصيتي: لا تكونوا من القانطين والقانطات وكونوا من القانتين والقانتات لأن القنوط هزيمة والقنوت نصر وفي المثل الانقليزي وأعظم المنتصرين من انتصر على نفسه والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «ليس الشديد بالصرعة إنّما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» رواه أبو هريرة فاصبروا وصابروا ورابطوا تنجحوا وتفوزوا فوزا عظيما