بقلم: عبد الرحمان مجيد الربيعي رغم ان الحرب في منطقة صعدة بين الجيش اليمني النظامي والمقاتلين الحوثيين في جبال صعدة وزعها الحوثيون على أرقام. لا ندري ما هو الفاصل الزمني بينها ولكنهم يسمون المعارك الأخيرة مثلا بالحرب السادسة ومعنى هذا أن هذا حرب سجال متواصلة. كادت هذه الحرب مع كل ما أكلت من بشر وبنية تحتية أن تكون منسية رغم أنها حرب مطلوبة بالنسبة إلى القوى الكبرى وعلى رأسها أمريكا وتابعتها المؤسسة الصهيونية الحاكمة التي تعمل على تحويل الوطن العربي إلى كيانات صغيرة ستتقاتل في ما بينها إن لم يكن اليوم فغدا، وأمامنا أكذوبة الحكم الفيدرالي في العراق الذي يعمل على تحويل كل محافظة إلى اقليم. وكانت البداية بالاقليم الكردي والآتي أعظم إن لم يوقف الشعب العراقي هذا النهم الكردي الطفيلي وعدواه التي أصابت بعض الزعامات المحمية بالاحتلال في هذه المدينة العراقية أو تلك. قلت بأن حرب صعدة هي حرب مطلوبة وقد استغل فيها العامل الطائفي كون الحوثيين من طائفة غير طائفة رئيس الدولة، وقد وجدوا الدعم من جهات معروفة لغرض تصعيد حرب صعدة وليست إيران بريئة لكون الحوثيين من طائفة مشابهة لطائفة حكام طهران. وقد رأينا كيف تسبب العامل الطائفي في تدمير العراق، وحصلت مذابح وتهجيرات وتصفيات بعد طغيان مدّ المحاصصات الذي جاء به الغزاة لاحداث شروخ وجراحات من الصعوبة أن تندمل بين فئات الشعب الواحد الذي كانت مكوناته متجانسة. كما رأينا الوصفة نفسها في السودان وها هو الجنوب على وشك الانفصال حتى ان جميع المراقبين وحتى الساسة السودانيين صاروا يعتبرون الانفصال أمرا واقعا، ولننتبه جيدا لما فاه به سيلفا كير الرئيس القادم للجنوب بأنهم سيقيمون علاقات كاملة مع إسرائيل، فهل هذه الاسرائيل بريئة من الطبخة وهي التي تتبنى بعض زعماء الانفصال في دارفور وفتحت لهم مكاتب في تل أبيب؟ انهم يريدون تقسيم ما هو مقسم من الأرض العربية وتمزيقها وارضاء نزوات زعماء طائفيين صغار. ولم يكن غريبا ما قرأناه من مقتبسات لمذكرات رامسفيلد وزير الحرب الأمريكي السابق، وأحد مديري ومنفذي غزو العراق وحديثه عن العلاقة الوثيقة التي أقامها مع المرجع السيستاني وكيف دفع له (هبة) مبلغ مائتي مليون دولار أمريكي فاشترى سكوته وعدم اصداره فتوى تدعو العراقيين لمقاومة الغزو، ويبدو أن الحكومة العراقية وقتها رغم قبضتها الأمنية القوية لم تنتبه إلى ما قد يتسبب فيه رجل دين لم تكن تعيره أي اهتمام! ان ما استوقفني شخصيا بالنسبة إلى حرب صعدة الأرقام المهولة التي أعلنها نائب رئيس الجمهورية اليمني هذا الأسبوع أو ذكر الضحايا بالآلاف أكثر من ثلاثة آلاف عسكري وأربعة عشر ألف جريح من الجيش وثلاثة مليارات دولار. أما الجانب الحوثي ونحن نتعامل معهم كمواطنين يمنيين رفعوا السلاح بوجه الدولة، وهو أمر مرفوض فهذا النوع من الخلافات له وسائله في الحل وليس السلاح بينها. أقول ان الجانب الحوثي أعطى خسائره وتتمثل في آلاف القتلى والجرحى وبنية تحتية مهدمة. ولعلّ السؤال البسيط لمَ كلّ هذا؟ وإلى أين؟ ومبعث هذا السؤال معرفتنا بأحوال اليمن الاقتصادية التي سببتها الصراعات المسلحة التي تحدث هنا وهناك، كما ان المليارات الثلاثة التي قدرت بها الخسائر كان من الممكن جدا أن تساهم في تحديث البنية التحتية للمدن اليمنية التي تقاد من مشكلة إلى أخرى. ان الواجب يدعو الوطنيين اليمنيين الوحدويين الذين أنجزوا وحدة اليمن التي كادت أن تكون شبه مستحيلة رغم أن اليمن واحد مدعوون لرأب كل ما حصل وإعادة الأمان واليقين للشعب اليمني العربي الأصيل، منبع العروبة الصافية. مدعوون لأن يكونوا المثال الايجابي لا المثال السلبي وأن يفوتوا على من يراهنون بتمزيق اليمن كل الفرص ويغلقوا بوجههم كل المنافذ والأبواب. فكلنا نريد اليمن السعيد موحدا وقويا..