بألم تجلّى على تقاسيم وجهه فتح رئيس الترجي الجرجيسي السابق السيد قويدر الهنيد قلبه ل«الشروق» قبل إقدامه على تقديم نفسه لقضاء عقوبة بالسجن لمدة ستة أشهر وتهمته فيها حسب قوله انه وقف الى جانب فريقه لإنقاذه من الأزمة المالية قصد مواصلة نشاطه خلال ظروف اقترنت بسوء التصرف، وإقالة سلفه السيد ياسين قانة فحكم عليه بشكل بات بمعية الكاتب العام فرحات الهمالي والمدرب المنصف العرفاوي بستة أشهر لكل واحد منهم. وبالرغم من الطعون بالتعقيب من طرف المعنيين والمسجلة تحت عدد 65705، لم يقع الى حد الآن (أي منذ 8 أشهر) تعيين الجلسة لإصدار القرار النهائي برفع المظلمة وإعطاء كل ذي حق حقه. أمام طول الاجراءات وبالنظر الى وضعه الصحي المتدهور والاهمال لمشاريعه ارتأى تقديم نفسه اليوم لقضاء العقوبة مصرحا: «خلال الموسم الرياضي 2002/2003 اقترح عليّ تحمل مسؤولية نائب أول لرئيس الترجي الجرجيسي ياسين قانة بعد استقالة من سبقوني في هذه الخطة فلبيت النداء ودفعت فور دخولي للهيئة المديرة 26 ألف ينار من مالي الخاص، وخلال التربص الذي أقامه الفريق ببرج السدرية أضرب اللاعبون بسبب عدم حصولهم علي مستحقاتهم المالية، فاتصل بي رئيس الجمعية وطلب مني على وجه السلفة مبلغا قدره 20 ألف دينار مقابل صك على حساب الجمعية فمكنته من ذلك، ثم وبعد أقل من شهر قام اللاعبون بإضراب ثان وطالبوا بإقالة رئيس الجمعية بسبب عجزه عن تصريف شؤون الجمعية، فتدخلت لتهدئة الأمور لكن رئيس الجمعية اتصل بي مرة أخرى وطلب مجددا سلفة ب20 ألف دينار لتسديد منح الانتاج واعدا إياه بتسديده حال دخول المبالغ المالية المرتقبة لصندوق الجمعية فاشترطت مقابل ذلك صكا على حسابه الخاص فامتنع في بادئ الأمر ثم سلمني في اليوم الموالي الصك بالشكل المشروط وسلمته المبلغ المطلوب لكن المشاكل كانت أكبر من تسويتها بهذه المبالغ وازداد الوضع المالي تدهورا الى أن تدخلت السلط المحلية وتمّ اقتراحي رئيسا للجمعية، ولما رفضت اتصل بي السيد الوالي وطلب مني انقاذ الجمعية وتحمل المسؤولية وأعرب لي عن استعداده وجميع أعضاء الهيئة المديرة للمساعدة والمساندة والوقوف مع الجمعية، عندها قبلت المقترح لكن لما تم إعداد وثيقة تحويل المسؤولية وإيقاف الحسابات المالية بحضور كل من السادة معتمد جرجيس ورئيس بلديتها والكاتب العام للجامعة ورئيس الجمعية المقال ياسين قانة بمقر المعتمدية رفض الأخير الامضاء على محضر الجلسة، فأمضيت باعتبار أني معيّن من طرف السلط المعنية (كما قال لي السيد المعتمد) وشرعت في عملي كرئيس للجمعية كما تمكنت من تحسين الاجواء واستعادة هيبة الهيئة المديرة والاحترام بين أعضائها واللاعبين وبعد أن أنفقت من مالي الخاص ما قيمته 87 ألف دينار، ومع اقتراب دخول الموارد المالية عاد السيد ياسين قانة مطالبا بمسؤولية الرئاسة لأنه لم يمض على محضر الجلسة، فاتصلت بالسيد المعتمد وأبلغته باستعدادي لتقديم استقالتي تفاديا لتفاقم المشاكل. ولما بلغني دخول الأموال قمت بسحب الصك الأول من حساب الجمعية، لكن عند تقديمي للصك الثاني المسحوب من حساب رئيس الجمعية «العائد» رجع دون أن يقع خلاصه بسبب الادلاء بشهادة ضياع في نفس اليوم الذي أودعت فيه الصك للخلاص، وتكونت على أساس ذلك القضية عدد 9458 وبعد اجراء الأبحاث والاختبارات الفنية قرّر السيد قاضي التحقيق حفظ جميع التهم وإبقاء الصكوك على ذمة المستفيدين فتمّ استئنافه من طرف النيابة والسيد ياسين قانة. وبعد صدور الحكم الجزائي بخمس سنوات سجنا وخطية بقيمة الصك على السيد ياسين قانة بسبب إصدار صك بلا رصيد وإثر استئناف الحكم المذكور وقع إقراره من طرف محكمة الاستئناف بمدنين، فقمت بالاجراءات لاستخلاص المبلغ من ذلك إذن على عريضة في إجراء عقلة تحفظية على مكاسب المطلوب، فتدخل والده مدعيا أن جميع الأثاث الذي تمّت عقلته هو من أملاكه الخاصة وتحصل على قرار في إيقاف التنفيذ. وبجلسة 14/06/2007 قضت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بمدنين نهائيا بعدم سماع الدعوى في جريمة الصك بدون رصيد في حين أن القضية الجناحية عدد 1573 والتي موضوعها الخيانة على بياض دامت 16 جلسة ومن 2008 لم يصدر بشأنها الحكم إلا في 23 فيفري 2010 بإقرار الحكم الابتدائي بسجني أنا والمدرب المنصف العرفاوي والكاتب العام فرحات الهمالي مدة 6 أشهر لكل واحد منا، بالرغم من عدم وفاء السيد ياسين قانة بوعوده وتسليمه لصكوك دون رصيد ادعى أنه أتلفها في الملعب! أنا لم أعد أحتمل وضعي الحالي حيث أني مهدد بتنفيذ الحكم البات في كل لحظة وحين، وبالرغم من وضعي الصحي المتدهور قرّرت تقديم نفسي لقضاء العقوبة وأملي كل أملي في السلط المعنية التدخل لرفع المظلمة ومنحي عفوا يريحني من قضاء عقوبة لقاء جرم لم أرتكبه بل هو نتيجة لمبادرة مني في المشاركة في العمل الجمعياتي، وحبي الكبير للترجي الجرجيسي».