متضمنا 15 عرضا تجمع بين الموسيقى والمسرح وفقرات للأطفال وندوة فكرية حول الكتاب موزعة على فضاءات هي المسرح الصيفي والشفار وقرقنة. أسدل الستار عن فعاليات الدورة 26 لمهرجان صفاقس الدولي مخلفا العديد من الملاحظات والانطباعات سنحاول رصدها قبل الندوة الصحفية التقويمية التي من المنتظر أن يعقدها رئيس الجمعية الدكتور محمد أنور عشيش مع بداية الأسبوع المقبل. بداية لا بد من الاشارة الى أن الدورة 26 للمهرجان تحملت مسؤولية ادارتها يوم مارس 2004 هيئة جديدة بقرار من والي الجهة، الهيئة الجديدة هي جمعية مهرجان المدينة تحت اشراف الدكتور عشيش الذي حرص منذ البداية على تشكيل فريق عمل يجمع بين الأعضاء الجدد والقدامى الذين يتمتعون بخبرة هامة في تنظيم وتسيير السهرات الكبرى. وبهذا النفس الحريص على المحافظة على النجاحات السابقة والمطعم بأعضاء جدد متحمسين للعمل الثقافي في هذه الصائفة التي تسبق بعض المحطات السياسية الهامة بالبلاد، انطلقت الدورة 26 بتأخير كبير في البرمجة النهائية بسبب تأخر ابرام العقود وموافقة وزارة الإشراف على المطربين الأجانب الذين اقترحتهم الهيئة والذين كانوا في مجملهم من الحجم المتوسط باستثناء كاظم الساهر وصابر رباعي وصوفية صادق التي كان لها شرف الافتتاح فحققت نجاحا كبيرا أعطى الدفع المعنوي لهيئة المهرجان لكسب الرهان. هيئة المهرجان نجحت في ترويج أكثر من ألف اشتراك، كما استفادت من الومضات الاشهارية الاذاعية المجانية وعملت على جمع أكبر عدد من المستشهرين وكان لها ذلك لتدخل الدورة بفائض مالي هام خولها التفتح على بقية فضاءات الاصطياف بصفاقس ونعني بها الشفار وقرقنة وهي الفضاءات التي شهدت بعض العروض المجانية. العروض المقترحة بالفضاء الرسمي للمهرجان جمعت بين كاظم الساهر وصابر الرباعي وصوفية صادق وفضل شاكر وليد توفيق وإليسا وإيلين خلف وحكيم وأمل حجازي والمهدي أمين والهادي حبوبة وفوضيل في اطار الذكرى 120 لتأسيس بلدية صفاقس ورؤوف بن يغلان، وقد مثلت فيها العروض التونسية 50 بالمائة من مجمل العروض وهو توجه حرصت عليه الهيئة لتدعيم الإبداع الوطني وخاصة منه الذي يحظى باشعاع دولي التزاما بتوجهات المهرجان الدولية ونجاحاته السابقة وتجنبا لكل تضييق على بقية المهرجانات الصغرى والمحلية بالجهة. أغلب هذه العروض حققت نجاحا هاما فحتى التي فشلت منها جماهيريا فقد حققت نجاحا فنيا كبيرا وهو ما تعرضنا اليه سابقا في مواكبتنا اليومية لفعاليات الدورة 26 للمهرجان التي راهنت على التنوع والثقافة والإبداع فجمعت بين العروض الموسيقية والمسرحية واللقاءات الفكرية من خلال ندوة «الكتاب» حضرها عدد كبير من المثقفين من تونس وخارجها والتي جاءت استكمالا للحلقة الأولى التي انتظمت خلال الصائفة الفارطة. والى جانب النجاح في برمجة أكبر الفنانين حسب ما هو متوفر على الساحة نجحت الدورة 26 في تهيئة الفضاء بديكور وأضواء خلابة كما نجحت في الاستقبال والبروتوكول وبقية المسائل التنظيمية بتنسيق تام مع رجال الأمن والحماية المدنية والسلط الجهوية من ولاية ولجنة التنسيق للتجمع وبلدية والمندوبية الجهوية للثقافة. في كلمة الدورة 26 التي أوكلت لجمعية مهرجان المدينةبصفاقس نجحت في وفائها للدورات السابقة وحققت الاضافة فصنعت الحدث الثقافي في صائفة صفاقس التي تفتقر لفضاءات اصطياف وهو ما يضطر أهالي الجهة الى التحول الى بعض المناطق والولايات المجاورة التي تتمتع بشواطىء تغري المصطافين عند حرارة الطقس.