حولت سلطات الأمن الأمريكية مدينة نيويورك وخاصة ساحة ماديسون غاردن حيث سيعقد الحزب الجمهوري مؤتمره السنوي الأسبوع المقبل، إلى ثكنة أمنية عسكرية مسلحة ومحصنة، في سياق سياسة حكومة الرئيس جورج بوش استخدام عامل التخويف الأمني كعنصر اساسي في حملة الانتخابات الرئاسية. إذ يملأ جنود من الجيش الأمريكي ومن الشرطة مسلحين تسليحا كثيفا نقاط تفتيش في كافة أنحاء المدينة والمنطقة المحيطة بساحة ماديسون غاردن. وهناك أكثر من 20 ألف رجل شرطة وغيرهم من ضباط الأمن سيتدفقون على شوارع المنطقة وأنفاق القطارات الكهربائية حول الساحة وأماكن أخرى. وقد تلقى كثير من الضباط تدريبا على كيفية التعامل مع هجمات كيماوية وبيولوجية وإشعاعية بتكلفة تقدر بملايين الدولارات. وتعتبر أجهزة الأمن السرية ووزارة الأمن الداخلي مسؤولة عن الأمن في مكان المؤتمر وفي أوقات مختلفة من اليوم. وهناك أكثر من 20 حاجزا على الطرق الرئيسية والشوارع حول ساحة ماديسون غاردن ستكون مغلقة. ولا تزال المعارك بين منظمي المظاهرات والسلطات في نيويورك حول منح تراخيص لمسيرات مستمرة. وهناك الآلاف من النشطاء المناهضين للحرب على العراق وأفغانستان ولسياسة بوش الخارجية والداخلية قد بدؤوا يتدفقون على المدينة من مختلف أنحاء الولاياتالمتحدة. وقد أخذت صحيفة نيويورك بوست التي يملكها روبرت ميردوخ، وغيرها من وسائل الإعلام الأمريكية اليمينية بدق الطبول واصفة المحتجين بأنهم إرهابيون. وفي الوقت نفسه أكد مسؤولون في حملة بوش أن الرئيس بوش ربما لا يقضي ليلة واحدة في نيويورك. والخطة التي يجري بحثها الآن هي أن يأتي بوش ويوجه خطاب قبول الترشيح وبعدها يطير من أجل اجتماع حاشد في بنسلفانيا. وقد عقد ليلة الثلاثاء الماضي تحالف من الناشطين الأمريكيين مؤتمرا صحفيا للتنديد بتصويرهم كإرهابيين وساعين إلى العنف. ويقوم رجال مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) باستجواب ناشطين أمريكيين في ولايتي كلورادو وكنساس وولايات أخرى عن خططهم للاحتجاج في المؤتمر وفي الوقت نفسه فقد وضعت إدارة الشرطة في مدينة نيويورك 56 من النشطاء الأمريكيين تحت المراقبة طيلة 24 ساعة يوميا. وتشير تقارير إلى أن إدارة شرطة نيويورك عينت مراقبا وستة أفراد شرطة لتعقب كل واحد من النشطاء ال 56 . وقد تحدث كازيمبي بالاغون، وهو كاتب ومنظم لحملة الاحتجاج في نيويورك في المؤتمر الصحفي عما أسماه «السلوك المضحك وغير المسؤول لصحافة مدينة نيويورك تجاه المحتجين وشعورنا بأنهم يوجدون جوا من الانقسام والجريمة في المدينة.» وقال الراهب في الكنيسة الأسقفية البروتستانتية فرانك موراليز، وهو أحد المنظمين «أعتقد أن ما حدث مؤخرا هو محاولة لإخافة الناس من المجيء إلى الاحتجاجات. وقال بلاغون إن «خططنا تهدف إلى تعبئة الناس ورفض جدول أعمال بوش في الأسابيع المقبلة.»