أثارت الاعتداءات الأخيرة التي استهدفت المسيحيين في مصر والعراق قلق الطائفة المسيحية في لبنان التي عبرت عن خشيتها من احتمال حدوث عمليات عسكرية ضدها. ونقلت مصادر اعلامية متطابقة عن مجموعة من مسيحيي لبنان تأكيدهم بأنهم باتوا أقلية وسط البحر الهائج في احالة الى الشرق الأوسط معتبرين أنه لم يعد لهم أي مستقبل في هذا البلد. وأضافوا أن الشباب المسيحي اللبناني بات يفكر في الرحيل عن البلاد أكثر من تخطيطه لبناء مستقبله هناك. وتابعوا أن التضييق عليهم بات رهين «خضة سياسية» في المعادلة الحاكمة منذ اتفاق الطائف تتغير بمقتضاها الحصص والمناصب والنفوذ. وتتوافق هذه التصريحات مع ما قاله مؤخرا المؤرخ الفرنسي أودن فاليه بأن مستقبل المسيحيين في لبنان متعلق بمصير النزاع الفلسطيني الاسرائيلي وبالوضع في العراق وسوريا وبمستقبل العلاقات بين الاسلام وأمريكا وأوروبا. وأضاف انه بمقتضى هذا الأمر فإن هناك خطرا يتهدد مصيرهم بالدرجة الأولى ومصير لبنان بالدرجة الثانية. وفي الطرف النقيض يرى السياسيون المسيحيون اللبنانيون أن استهداف المسيحيين في لبنان أكثر صعوبة من الاقطار الاخرى. وقال سمير جعجع في هذا السياق ان تركيبة لبنان أولا والدور الفاعل للمسيحيين فيه ثانيا ووعي المسلمين بأهمية الحيلولة دون حدوث أعمال ارهابية ضد الطائفة اللبنانية كلها تشكل صمام أمان في لبنان.