لقي 23 شخصا أمس مصرعهم في اشتباكات اندلعت منذ مساء السبت الماضي بين قوات من جيش جنوب السودان وعناصر تابعة لقبائل «المسيرية» في منطقة أبيي، وفي ما واصل الجنوبيون لليوم الثاني على التوالي التدفق على مكاتب الاقتراع للمشاركة في تحديد مصيرهم، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما مما أسماه بمحاولات لعرقلة الاستفتاء جنوب البلاد. واتهم زعماء قبيلة «الدنكا نقوق» المرتبطة بالحركة الشعبية لتحرير السودان، الخرطوم بتسليح «ميليشيات» قبائل المسيرية العربية بالمنطقة، مؤكدين أن الهجمات والاشتباكات ستتفاقم في الأيام القادمة. مزاعم جنوبيّة وفي هذا الإطار زعم تشارلز أبيي المتحدث باسم إدارة أبيي أن «أفراد من قبيلة المسيرية هاجموا قرية ماكريوم الأحد (أمس الأول) بدعم من ميليشيات حكومية وكان هذا استمرارا للهجمات التي وقعت في السابع والثامن من الشهر الجاري» على حد قوله. ومن جانبه زعم فيليب أجور المتحدث باسم جيش الجنوب أنه تم القبض على مقاتلين في أعقاب اشتباكات مع ميليشيات جالواك جاي في ولاية الوحدة عشية الاستفتاء، كما ادعى أن هؤلاء ارسلوا من الخرطوم، في ما اعتبرها محاولة لتعطيل عملية الاستفتاء «لكنهم لن ينجحوا». ترغيب وترهيب وعلى صعيد متصل حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس من تبني خطاب تحريضي أو أعمال عنف لمنع وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع. وقال أوباما في بيان رسمي نقلته هيئة الإذاعة البريطانية إن «الولاياتالمتحدة ستظل ملتزمة بشكل كامل بمساعدة كل الأطراف على معالجة القضايا الحساسة بعد الاستفتاء مهما كانت نتيجة التصويت». وأضاف ان «على كل الأطراف أن يتفادوا الخطاب الناري والاستفزازات التي من شأنها تصعيد التوتر ومنع الناخبين من التعبير عن إرادتهم» على حد ما ورد في البيان. وفي اتجاه آخر أعلن الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر أمس أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عرض أن يتحمل شمال السودان كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد الاستفتاء. وأكد كارتر على إصرار البشير أن يبدأ جنوب السودان في حالة الانفصال «بصفحة بيضاء على صعيد الديون». كما طالب كارتر بإبقاء الحدود مفتوحة بين شمال وجنوب السودان في حال الانفصال، مؤكدا أن البشير أخبر بأن الحدود ستبقى مفتوحة «بطريقة ما لأن هناك عددا من القبائل الرحل وكثيرا من المواطنين يعتمدون على التجارة بين الشمال والجنوب».