الخرطوم (اف ب)-الفجرنيوز: اجلت الاممالمتحدة الخميس موظفيها من منطقة ابيي حيث وقعت اشتباكات لليوم الثاني على التوالي بين القوات الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين السابقين. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة خالد منصور اجلينا كل موظفينا خلال ال 36 ساعة الاخيرة وهم حوالي 259 شخصا". واضاف ان "هؤلاء هم كل موظفينا المدنيين الدوليين ومعظم الموظفين المحليين". لكنه تابع انه لا يزال للامم المتحدة "قرابة 400 رجل في المنطقة من بينهم خمسة سودانيين فضلوا البقاء هناك ومئات من قوات حفظ السلام" ومعظمهم من زامبيا. واستمر العنف الخميس في منطقة ابيي بين القوات الحكومية والمتمردين الجنوبيين السابقين الذين وقعوا في العام 2005 اتفاق سلام انهى 21 عاما من الحرب الاهلية. وكانت الاممالمتحدة وجهت الاربعاء نداء الى القوات السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان لوقف المعارك. وتقع مدينة ابيي في وسط منطقة عند الحدود بين الشمال والجنوب ويتنازع الطرفان على حقولها النفطية. والخلاف حول ابيي هو احد العراقيل الاساسية التي تسببت في تأخير تطبيق اتفاق السلام. وقال المتحدث باسم الاممالمتحدة ان اطلاق نار سمع بالقرب من القاعدة الرئيسية للامم المتحدة حيث تم استقبال 25 مدنيا الاربعاء هربوا من المعارك. وقال عاملون في منظمات اغاثة ومسؤولون سودانيون جنوبيون لوكالة فرانس برس عبر الهاتف ان هناك تقارير تفيد بحدوث اعمال نهب واضرام حرائق في المدينة الفقيرة. وقال موظف في منظمة للاغاثة طلب عدم الكشف عن اسمه "تلقينا معلومات حول هرب الالاف من الاشخاص باتجاه الشرق والجنوب والغرب الى الادغال. نقوم الان بالاعداد لتحرك طارىء لمساعدة". وقال المسؤولون ان المدينة التي تعد ثلاثين الف نسمة باتت خالية من سكانها. وقال كول اروب المسؤول الجنوبي الذي يشغل منصب وزير الزراعة في ابيي "نحن قلقون جدا بشأن السكان الذين اضطروا الى الرحيل. ليس لديهم مكان يلجأون اليه ولا طعام". وقال المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان الميجور جنرال بيتر بارنيانغ انه لا تتوافر لديه معلومات حول الضحايا لكن العمل جار بين وجهاء من عرب المسيرية وقبيلة الدنكا النافذة لحل الازمة. واضاف في اتصال معه من جوبا عاصمة جنوب السودان "المعارك مستمرة الناس في ابيي مختلفون حول امور كثيرة". واضاف لوكالة فرانس برس "في الوقت الذي اتحدث اليكم يلتقي مسؤولون لايجاد حل". ونفى اللواء منتصر صابر قائد القوات المسلحة السودانية في ابيي استمرار المعارك قائلا ان العمل جار مع الاممالمتحدة لاعادة الهدوء. واندلعت معارك الثلاثاء على بعد حوالى عشرة كيلومترات من ابيي ثم انتقلت الاربعاء الى المدينة حيث دارت مواجهات عنيفة ولكن متفرقة استخدمت فيها الرشاشات والقنابل اليدوية وقاذفات الصواريخ في ابيي بين الجيش السوداني والمتمردين الجنوبيين السابقين. وتتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس عمر البشير بانه اخفق في تطبيق بروتوكول خاص لادارة ابيي خلال الفترة الانتقالية. ومن المقرر ان تشهد ابيي في 2011 استفتاء ليقرر سكانها ما اذا كانوا يريدون الاحتفاظ بوضع اداري خاص مع تبعيتها للشمال او الالتحاق بالجنوب. كما يجري استفتاء شامل في جنوب السودان حول البقاء ضمن دولة موحدة مع الشمال او الانفصال.