بدأ العنف بالأوساط التربوية بمدينة عين دراهم يعرف أنماطا متعددة وأساليب متغيرة وأصبحت هذه الظاهرة التي لم تكن وليدة اللحظة والتي هي في الحقيقة واقع تعيشه المدارس والمعاهد منذ العديد من السنوات تأخذ منحا آخر يزداد خطورة من سنة الى أخرى فإن كان هذا العنف في السنوات الماضية يقتصر على مناوشات وتشابك ضعيف وبدرجة محتشمة وهذا يترجم مدى خوف التلميذ سابقا من المعلم او الاستاذ وما قد يتعرض له من عقوبة ومدى حزم الادارة في اتخاذ العقوبات اللازمة ضد المشاغبين لكن بمرور الزمن عرف هذا العنف اتجاهات عديدة فتفاقمت أساليبه وتعددت انماطه وتنوعت الوسائل المستعملة وتغيرت اماكنه فمن ساحات المدارس والمعاهد الى الشوارع والانهج ومن ثم الى داخل حافلات النقل المدرسي فتصرفات العديد من التلاميذ وما يتعرض له زملاؤهم من اعتداءات خطيرة اصبحت تقلق العديد من الأولياء نظرا لخطورة هذه الظاهرة من ناحية ولتفاقمها من ناحية أخرى ففي الفترة الاخيرة تعرض بعض التلاميذ الى اعتداءات من طرف مجموعة من زملائهم بنفس المدرسة وأصيب تلميذان باضرار متفاوتة الخطورة استوجب نقل احدهما الى المستشفى الجهوي بجندوبة وتطور الخلاف الحاصل بين هؤلاء التلاميذ الى تكوين مجموعات يناصرون بعضهم حسب اماكن اقامتهم فهذا يناصر هذا وذاك يتضامن مع ذاك ولا ينتهي التشابك بالانهج والشوارع المؤدية الى ساحة توقف الحافلات بل يستمر الى داخل حافلات النقل المدرسي ذاتها ما يجعل السائق مضطرا الى توقيف الحافلة ويتدخل لفض النزاع والسيطرة على الوضع ولكن ما أن يعود الى قيادة هذه الحافلة حتى يتعرض هو الآخر بدوره الى رميه بالأدوات المدرسية والاوراق المكورة وغيرها من الأشياء الاخرى ويتجدد التشابك بنزول هؤلاء التلاميذ. ظاهرة بدأت تتسم بالخطورة وتناشد التدخل لايقافها فأين دور الولي في متابعة ما يقوم به ابنه أم ان هذه الظاهرة لا تعنيه الا اذا تعرض ابنه الى الاعتداء عليه بالعنف وهل هناك حل لايقاف هذا العنف اليومي سؤال يبقى مطروحا على كل الأوساط المعنية حتى تتحرك لايجاد الحل اللازم.