بعد نهاية الجولة الأولى من مرحلة الإياب، احتدم التنافس على البطولة، بعدما أسقط النجم، المتصدر الترجي من عليائه وجرده من كبريائه بخماسية تاريخية قلّصت الفارق بين الفريقين إلى مستوى نقطة وحيدة. من تداعيات قمّة الأحد الماضي أن الصراع انحصر منطقيا بين الترجي والنجم على البطولة وذلك بالنظر إلى الوضعية الحالية للمتنافسين، فالنجم قطع أكثر من نصف المشوار بالفوز على الترجي وتقليص الفارق وهو غير مستعد للتعثر من جديد ليعود إلى المربع الأول من المنافسة التي كانت تبدو بعيدة المنال فالمعنويات في أعلى درجاتها بالنسبة لأبناء الكبيّر الذي وجد التوليفة المناسبة ووضع الفريق على الطريق الصحيح في إطار ما يسمى بمشروع اللعب الذي تحدث عنه. الترجي من جهته يبدو أنه تلقى صفعة شديدة جدّا جاءت لتساهم في استفاقته مبكرا كما أن الأسد الجريح صاحب ردة فعل يعرفها الجميع ولا يقبل الجرح في كبريائه مرتين، بالتالي لن يكون البلسم الشافي للجرح الغائر الذي فتحه النجم سوى التتويج بلقب البطولة. السؤال المطروح الآن ولو أنه بصفة مبكرة وبعيدا عن لغة الديبلوماسية إلى من تسير البطولة وأيهما الأقرب إليها النجم أم الترجي؟ هذا هو السؤال المحوري الذي طرحناه على الفنيين في إطار هذا التحقيق. محمد الهمامي سمير السليمي: نموذج برشلونة والريال لا ينطبق على تونس الحقيقة الوحيدة بعد الجولة الأولى من مرحلة الإياب هي أن البطولة انحصرت بين الترجي والنجم ولكن التكهن باسم البطل منذ الآن يبقى صعبا. هناك من تحدث عن تشابه حالة الترجي والنجم بوضعية برشلونة وريال مدريد في إسبانيا، ما يعني أن هزيمة أي فريق منهما مستقبلا سيؤدي إلى خسارته اللقب. الوضع مختلف في تونس لأنني أعتقد أن الترجي والنجم سيتعثران مستقبلا ولكن المهم أن يحسن النجم التعامل مع فوزه الكبير واستثماره جيدا دون غرور في حين أن ردة فعل الترجي القوية منتظرة ومازال يحافظ على حظوظه كاملة في الفوز باللقب. الهمامي جلال القادري: الحظوظ متساوية «أعتقد شخصيا أن الحظوظ ستكون متساوية إلى أبعد الحدود بعد أن تقلص الفارق إلى حدود نقطة واحدة فبالنسبة لفريق الترجي الرياضي فإنّه سيحاول الاستفادة قدر الإمكان من المنتدب الجديد الذي عزّز به صفوفه (درامان تراوري) بالإضافة الى أن الفريق يمر حاليا بفترة انتقالية ولا ينبغي عليه الخجل من الهزيمة التي مني بها خلال الجولة الماضية لذلك أجزم أن العديد من الثوابت ستتغيّر صلب الترجي الرياضي خلال الأيام القادمة ولن يتجاوز الأمر مدة شهر أو شهر ونصف على أقصى تقدير أما في الطرف المقابل فقد لاحظت أن النجم الرياضي يمر بفترة زاهية جدا بعد أن استفاد الفريق من الانتدابات الكبيرة التي قام بها بالإضافة إلى العمل الكبير الذي قام به مدرب الفريق ولكن الإشكال الوحيد المتعلق بفريق النجم الرياضي الساحلي يتمثل في عدم المحافظة على المستوى نفسه طيلة 3 أو 4 مقابلات متتالية». سامي حمّاني سليم عبد الغفار: الترجي أقرب ولكن... لو كانت الهزيمة التي مُني بها الترجي (01) فقط لقلت أن النجم أقرب أما أنها كانت خماسية كاملة فإن المسألة تتغيّر وبالتالي فإن فريق باب سويقة يصبح هو الأقرب باعتبار أن هذه الهزيمة الثقيلة ستفرض على الترجي مراجعة حساباته فضلا عن الانتداب الذي سيعزز صفوفه والمتمثل في «درامان التراوري» وعودة حمزة الباغولي وخبرة لاعبيه الآخرين التي كسبوها بفضل المشاركات القارية هذا فضلا عن الخيارات الكثيرة والمتنوعة التي تتوفر في صفوف فريق باب سويقة والتي شارك لاعبوها في الموسم الماضي في أكثر من (40) مباراة هذا دون التحدث عن الرزنامة التي تعتبر في صالح الترجي الرياضي باعتباره سيخوض أربع مقابلات فقط خارج العاصمة وذلك أمام كل من النادي الصفاقسي وجرجيس وحمام سوسة والقيروان وهو ما يعني أنه وفي صورة عدم تعثره في أي لقاء منها يبقى هو المتصدر والأقرب للقب في حين أن النجم قد تخونه اللياقة البدنية وخاصة للاعبيه الذين لم يشاركوا بالنسق المطلوب خلال الفترات السابقة على غرار عادل الشاذلي ودوس سانتوس وغيرهما غير أن الحسم يبقى في مثل هذه الفترة سابقا لأوانه رغم ترجيحي لكفة الترجي الذي يعتبر مثله مثل النجم كبيرا... ع. الخميلي وحيد عبد الرزاق: أي عثرة معناها فقدان البطولة شخصيّا أعتقد أن المنافسة على البطولة قد انحصرت بين الترجي والنجم فالأول كان متصدرا عن جدارة منذ البداية والثاني قدم مساء الأحد ما يثبت أنه منافس عنيد على اللقب. الحسم في اسم البطل يبدو صعبا ببقاء 12 مباراة في البطولة لكن الفريق الذي سيحافظ على ثبات المردود والأداء هو الذي سيفوز بالبطولة لأن التعثر أصبح ممنوعا للفريقين ففي حال تعثّر أي منهما يعني ضياع اللقب منطقيا. الهمامي عثمان الشهايبي: النجم أقرب للقب حتى لا نغالط أنفسنا لا بد من التأكيد على أن الفريقين مؤهلان للفوز باللقب إلى حد الآن على أقل تقدير باعتبار أن الموسم الكروي لم يطو من صفحاته إلا (14) جولة وهو ما يعني أن (12) جولة مازالت من مشوار البطولة ككل وأعتقد أن الترجي وبعد الخماسية التي تكبدها في الجولة المنقضية بسوسة سيراجع حساباته جيدا مقابل دعم النجم بعد انتصاره الثمين بعنصر التحفيز الكبير وذلك على كل المستويات خاصة أنه له من الزاد البشري ما يساعده على ذلك فضلا عن خبرة لاعبيه وتكاملهم في حين أن الترجي بشكل أو بآخر يبقى كبيرا وله حجمه ووزنه وخاصة كلما تطلب الأمر مسألة الغوص في لقب البطولة.. وهو ما يعني أن المداومة الذهنية هي التي ستصنع الفارق بين الفريقين حتى وإن أعتقد وإلى هذه اللحظة أن النجم هو الأقرب للفوز باللقب بشرط المداومة التي أشرت إليها على الرغم من أن الترجي بدوره يستطيع قلب الأوضاع في كل لحظة فضلا عن أنه هو المتصدر للطليعة إلى حد الجولة الأولى من مرحلة الإياب.