استعان شاب بزوجة شقيقه على تدليس عقد زواج بينه وبين فتاة أحلامه وذلك لوضعها ووالديها أمام الامر الواقع اثر رفضهما القاطع له. حدث ذلك باحد أرياف القيروان وقد تم التفطن الى أمر التدليس مؤخرا عندما تلقت عائلة الفتاة المعنية خبرا بأنها متزوجة. وحال بلوغ الامر الى النيابة العمومية بابتدائية القيروان اذنت بايقاف المشتبه فيهما للتحقيق في العملية قبل اصدار بطاقة ايداع بالسجن في شأنهما الى غاية امس الأربعاء. بينما نفى عدل الاشهاد علمه بعملية التدليس. وتفيد المعطيات الواردة بملف القضية وبناء على اعتراف المشتبه فيهما، ان شابا (36 سنة مطلق قبل البناء) وهو اصيل احد ارياف القيروان تعرف الى فتاة (21 سنة) تقيم بجواره وتوطدت علاقتهما واتفقا على الزواج. وعندما رغب في خطبتها والزواج بها أجابه اهلها بالرفض القاطع لعدة أسباب بينها فارق السن والحالة المدنية. غير ان الشاب لم ييأس من محاولات تحقيق حلمه فطلب من زوجة شقيقه (26 سنة) ان تساعده في ذلك مقترحا عليها ان تنتحل صفة الفتاة وترافقه الى أحد عدول الاشهاد لعقد قرانه من الفتاة. وافقت قريبة الشاب (وفق اعترافهما) فقام باستخراج مضمون ولادة من دفاتر الحالة المدنية للغرض. ثم توجه المظنون فيهما الى احد عدول الاشهاد برفقة شاهدين واستظهرت قريبة الشاب بمضمون الولادة (الخاص بالفتاة) بينما استظهر الشاب بوثائقه السليمة وتم عقد القران ونجحت العملية. وبعد ايام قليلة من عقد القران (المدلس) تلقت عائلة الفتاة المتضررة خبرا يؤكد ان ابنتها تزوجت من الشاب الذي رفضته وذلك من خلال عقد قران حصلت على نسخة منه. فجن جنون الاسرة وخصوصا الفتاة التي نفت لاسرتها علمها بأمر «الصداق». توجه والد الفتاة الى وكيل الجمهورية بابتدائية القيروان وتقدم بشكوى في الغرض لمعرفة تفاصيل الواقعة. فتم إيقاف الشاب وقريبته واثناء التحري معهما اعترفا بأنهما دلسا عقد القران بواسطة مضمون ولادة الفتاة وأكدت قريبة الشاب (متزوجة وام طفلين) انها انتحلت صفتها في عقد القران لمساعدة قريبها (صهرها) كما اعترف الشاب بتعمده تدليس عقد الزواج رغبة منه في الزواج من فتاة أحلامه امام رفض أهلها لذلك. بينما أكد عدل الاشهاد أثناء التحري معه انه لم يتفطن الى عملية انتحال صفة الفتاة نظرا لتقارب السن بينهما نافيا علمه بعملية التدليس وموضحا ان جميع أركان الزواج القانونية كانت متوفرة من الشاهدين ووثائق هوية ال«زوجين». وبناء على اعتراف المشتبه فيهما تم إصدار بطاقتي إيداع بالسجن في حقهما في انتظار مواصلة التحقيقات قبل عرضهما على ذمة القضاء. من جهة ثانية ذكر مصدر قانوني انه يمكن للفتاة المتضررة رفع قضية طلاق بشكل عادي كما يمكنها طلب تعويض عن الضرر النفسي جراء عملية التدليس التي نفذها الشاب وقريبته.