تعمل اللجان الشعبية المنتشرة في كل المناطق الحضرية والريفية من ولاية سيدي بوزيد بعد أن تشكلت بصفة تلقائية لتعزيز وحدات الجيش الوطني ومعاضدته على استئصال واجتثاث جيوب عصابات النهب والتخريب التي طفت على السطح في الأيام الأخيرة وعمدت الى التدمير والفساد بعد أن تحطمت أمالها مع انهيار النظام السابق وتفطن الثائرين لكل تحركاتهم وتصرّفاتهم المشينة. وحسب شهود عيان فإنّ مناطق عديدة في جهة سيدي بوزيد شهدت في الساعات الأخيرة تحركات ليلية مروعة ومفزعة تمثلت في اقدام مجموعة من الملثمين والمسلحين على مداهمة «معمل حياة للمياه المعدنية» الكائن بمنطقة جلمة من ولاية سيدي بوزيد في الساعات الأولى من الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين الماضيين وهدّدت بحرقه غير أن صاحب المعمل تفطن إليهم صحبة مجموعة من العمال الذين تواجدوا معه داخل المؤسسة فطلبوا النجدة. ويذكر أنه على الرغم من طول المسافة الفاصلة بين مقر المعمل والولاية فإن الجيش قد تمكن من الحلول بالمكان بسرعة وألقى القبض على البعض من العصابة. فيما فرّ عدد قليل منهم في اتجاه الناحية الجنوبية للجهة. وبعد حوالي ساعة ونصف من انتشار الخبر تفطن أهالي منطقة «الحنية» و«عين ربّاو» الى وجود سيارتين مجهولتين تتحركان رغم حالة الطوارئ التي تشهدها البلاد فطاردوهما وبلغوا الجهات الأمنية من جيش ولجان شعبية في مختلف الاتجاهات. وحسب شهود عيان، فإن اللجان الشعبية المدنية في قرية «سوق الجديد» قد تفطنت الى وجود سيارة إدارية يستقلّها شخصان مسلحان ذكرا أنهما يتجهان الى احدى المناطق المجاورة وأنهما ينتميان الى وحدات الأمن بالجهة غير أن اللجان لم تقبل أقوالهما فأبلغت وحدات الجيش التي هبت الى المنطقة واحتجزت الأسلحة ومنعت الرجلين من مواصلة سيرهما للنظر والتحري في الموضوع وهو ما زاد في اقدام شباب الجهة على تكثيف نقاط ايقاف السيارات التي تتحرك ليلا وتفتيشها. وفي هذا الاطار يكبر المواطنون في جهة سيدي بوزيد هذه الوقفة التي يتميز بها شباب الجهة ويطالبونهم بعدم الاساءة للعابرين وعدم الاضرار بممتلكاتهم والتفوّه بالألفاظ النابية ويحثونهم التحلي بالأخلاق الحميدة مع تشديد المراقبة للمساهمة في عودة الهدوء الى البلاد.