تواصلت المظاهرات في ولاية القيروان ولليوم الخامس على التوالي منذ هروب الرئيس السابق وتشكيل الحكومة المؤقتة، شارك فيها آلاف المتظاهرين من الشبان والكهول والأطفال والنسوة منادين جميعا بحل حكومة «التجمع» وطرد ما تبقى من العناصر البارزة لهذا الحزب والتي لا تزال تحتل مواقع هامّة من خلال حضورها المتواصل في الحكومة المؤقتة وكذلك من خلال تواصل الحضور المتنفذ لعناصر الحزب الحاكم. ساحة الاتحاد الجهوي للشغل شهدت مجددا لآلاف المتظاهرين شددوا خلالها على رحيل جميع عناصر «التجمع» من مواقعهم السيادية التي خولت لهم نهب ثروات الشعب والتسلط وتهميش الطبقات المعوزة وتفقير الشعب وتعطيل الشباب وتقييد الحريّات السياسية والإعلامية. واثر تجمع آلاف المتظاهرين أمام مقر الاتحاد انطلقت مسيرة سلمية حاشدة أطرها الاتحاد الجهوي للشغل وفرع عمادة المحامين وفرع رابطة حقوق الإنسان واتحاد الطلبة ولجنة الدفاع عن العاطلين بالقيروان وجابت عدة شوارع بمدينة القيروان. والملاحظ الى جانب الحماسة المتوقدة للمتظاهرين والشعارات القوية المطالبة برحيل بقايا التجمع واستقالة الحكومة والشروع في عقد مجلس تأسيسي لتنقيح الدستور، هو الطابع السلمي للمظاهرة التي لم ترافقها اية صدامات او تدخلات لأعوان الأمن رغم مرابطة سيارات الأمن قرب مقر الاتحاد. صوت الحياة من جهة ثانية عادت الحياة الى طبيعتها في القيروان وربما تحسنت قليلا بفضل بروز حس التضامن وحسن التعامل العفوي والسلمي بين المواطنين. والعجيب ان ولاية القيروان التي كانت تشهد بشكل يومي عمليات اجرامية وحوادث سلب وسرقة وعنف لم تسجل من هذه الاشياء ولو نسبة ضعيفة مما كان يحدث سابقا رغم ما كان يشيع من حالة الأمن والأمان. رائحة الخبز الزكية والعبارات العطرة وتحيات السلام والتهاني حلت محل الدخان المتصاعد من البنادق ومن عمليات التخريب التي ارتكبتها عصابات موالية للرئيس الهارب. وتصاعدت في القيروان رائحة «الكفتاجي» وشواء السمك واللحم على أرصفة محلات الأكلات السريعة وتعالت أصوات منبهات السيارات بسبب الاختناق المروري الذي مازال يبحث عن حل أمام مزاحمة الباعة الفوضويين المنتصبين على قارعة الطريق.