قال مصدر سياسي عراقي في مدينة النجف إن مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، «يتهيأ ليكون حسن نصر الله العراق، وليلعب دورا سياسيا كبيرا ومؤثرا»، محذرا من أن «صراعات حزبية سوف تطفو على سطح الأحداث في النجف وكربلاء وبقية مدن الفرات الأوسط والجنوب من أجل الزعامة السياسية لشيعة العراق». وأضاف المصدر، الذي فضل عدم نشر اسمه، قائلا لصحفية «الشرق الأوسط» اللبنانية، أن «زعيم التيار الصدري يجري في بيت عائلته في حي الحنانة، وهو حي نجفي قديم، لقاءات واجتماعات مكثفة مع قياديي تياره لترتيب أوضاعهم، ولتصفية بعض الصراعات والخلافات داخل التيار، خاصة بين المعممين وغير المعممين، فالقسم الأول يؤكدون أنهم هم من حافظوا على التيار وديمومته، بينما يرى غير المعممين أن الفضل يعود إليهم في تكريس التيار كحركة سياسية»، مشيرا إلى أن «الأخبار التي تتسرب من داخل بيت الصدر الذي تجري فيه الاجتماعات واللقاءات تتحدث عن إبعاد بعض القيادات التقليدية التي يعتقد زعيم التيار بأنها غير منضبطة أو لا تتماشى مع منهاج المرحلة الحالية والمقبلة، خاصة أن هناك بعض رموز التيار لم توجد في النجف منذ أن عاد مقتدى». وقال المصدر السياسي إن «الصدر عاد إلى العراق وهو مزهو بمشاعر القوة بعد أن كان قد ترك النجف متخفيا وبصورة سرية خشية اعتقاله من قبل القوات الأميركية، لكن تياره اليوم له 40 مقعدا في مجلس النواب العراقي و7 وزراء في الحكومة، وهذا ما سرع من عودته كي يلعب دورا سياسيا مؤثرا يشبه إلى حد كبير دور حسن نصر الله، زعيم حزب الله في لبنان، حسبما يؤكد المقربون من الصدر». ونبه المصدر إلى أن «اهتمام القادة السياسيين العراقيين بالصدر يعطيه زخما أقوى»، مشيرا إلى «زيارة جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، للصدر في بيته بالنجف، والاتصال الهاتفي أجراه إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية وزعيم كتلة العراقية مع زعيم التيار الصدري».