كشفت مصادر مطلعة أن القوات الأمريكية أعدت خطة بدأت في تنفيذها تهدف إلى تضييق الخناق على «التيار الصدري» في العراق وفتح مواجهة معه وصولا إلى اعتقال الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر أو قتله. وفي الأثناء اتهم مساعد والصدر أمس حكومة علاوي بتزوير تقارير صحية لتبرير خروج المرجع الشيعي آية اللّه علي السيستاني من العراق. بهدف تحييده ووضع «التيار الصدري» في الواجهة مع الاحتلال. واعتبر مراقبون أن إقدام القوات الأمريكية مؤخرا على تطويق منزل الزعيم الشيعي الشاب في حي الزهراء بالنجف ودخولها في مواجهة معه محاولة على الأرجح لاعتقال الصدر. مخطط أمريكي وكشفت مصادر مطلعة في هذا الصدد أن الأعمال التي تقوم بها القوات الأمريكية ضدّ أنصار الزعيم الشيعي الشاب بالنجف والتي أوقعت مئات القتلى والجرحى إنما تندرج في إطار خطة وضعها الأمريكان منذ شهرين تقضي بفتح مواجهة مع التيار الصدري. وذكرت المصادر أن هذه الخطة التي قد يكون تنفيذها بدأ الآن ترمي إلى تضييق الخناق على التيار الصدري من خلال ملاحقة مديري مكاتب الشهيد الصدر في معظم المدن العراقية وخاصة في النجف الأشرف وكربلاء وبغداد. وقالت المصادر أن اقدام القوات الأمريكية على محاولة اعتقال الشيخ على سميسم المشرف على إدارة الصحن الحيدري مؤخرا وإلقاءها القبض على مدير مكتب الشهيد الصدر في كربلاء مثال الحسناوي واعتقال قيادات أخرى إنما يأتي في إطار مخطط أمريكي مدروس للتصدي للتيار الصدري من جديد وفتح مواجهة معه وصولا إلى اعتقال مقتدى الصدر أو قتله. في غضون ذلك هاجم مساعدو الصدر أمس الحكومة العراقية المؤقتة التي اتهموها ب»التنسيق» مع المرجع الشيعي آية اللّه علي السيستاني وبالعمل على «تحييده» ووضع «التيار الصدري» في الواجهة مع قوات الاحتلال بمفرده في المعارك الجارية بالنجف حاليا. ورأى مساعدو الزعيم الشيعي الشاب أنه لهذا الغرض تحديدا زوّرت حكومة علاوي تقارير صحية لتبرير خروج السيستاني من العراق في هذا الوضع الذي تشهد فيه مدينة النجف معارك «متفجرة» بين جيش المهدي وقوات الاحتلال أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى العراقيين. وذهب الشيخ محمود السوداني، أحد مساعدي الصدر في تصريحات له أمس إلى ما هو أبعد من ذلك حين قال إن طائرة أمريكية نقلت السيستاني من النجف إلى مطار بغداد الدولي في إشارة إلى تنسيقه مع القوات الأمريكية حيث غادر المطار إلى بيروت بطائرة خاصة ومنها إلى لندن التي وصلها أمس الأول لكن مصادر مقربة من السيستاني نفت أمس هذا الأمر. «احتواء» الصدر؟ من جهة أخرى دعا رئيس الحكومة العراقية المعينة إياد علاوي أمس الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر إلى المشاركة في الانتخابات العامة في جانفي المقبل. ووصف علاوي الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي ببغداد والذي كان يحاول من وراء ذلك على الأرجح «احتواء» الصدر الوضع في مدينة النجف بأنه «وضع يرثى له». لكن علاوي «تجنب» الحديث عن احتمال الاقدام على اعتقال الصدر بعد الأنباء التي ترددت مؤخرا في هذا الصدد خصوصا في هذا الوقت الذي تتواصل فيه المعارك بين أنصاره وقوات الاحتلال. وقالت الشرطة العراقية أمس إنها لم تتلق أوامر باعتقال الصدر إلى حدّ الآن. وصرح الضابط في شرطة النجف غالب الجزاري لم نتلق أمرا في هذا الشأن وللصدر الحق في قيادة حركته أو حزبه لكن يجب أن يكون ذلك بطريقة ديمقراطية وبدون ميليشيا مسلحة.