واصل ممثلو العشائر والأحزاب السياسية والمراجع الدينية أمس مفاوضاتهم مع ممثلي الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر لصياغة اتفاق يقضي بوقف المعارك التي تشهدها مدينة النجف بين قوات الاحتلال وأنصار الصدر الذي تحدى الأمريكان ورفض حل جيش المهدي دون طلب من المرجعيات الدينية. وجاءت هذه التطورات غداة مواجهات دامية بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال في مدينة كربلاء سقط على اثرها عشرات القتلى والجرحى من العراقيين فيما جرح سبعة جنود أمريكيين. وقد استأنف ممثلو العشائر والأحزاب السياسية والمراجع الدينية امس في النجف اجتماعاتهم مع ممثلي الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في مسعى للتوصل الى اتفاق يهدف الى وضع حد للأزمة التي تعيش على وقعها المدينة منذ عدة أسابيع. **مساع.. عراقية وأعلن رجال دين شيعة أنهم توصلوا بعد مفاوضات أجريت صباح أمس الى اتفاق من سبع نقاط يقضي بوقف المعارك الدائرة بين قوات الاحتلال وأنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر. وأفاد محمد الموسوي ممثل منظمة «العمل الاسلامي» ان الاتفاق الذي يحتاج الى موافقة «التحالف» لتطبيقه حصل على مباركة المرجعية الدينية آية الله علي السيستاني. وكشف الموسو،ي عن أربع نقاط من الاتفاق يتمثل أولها في تشكيل لواء من أهالي النجف يتولى حماية المدينة وذلك تحت اشراف محافظ النجف. وينص هذا الاتفاق كذلك على تحويل «جيش المهدي» الى منظمة سياسية والغاء كل مظاهر التسلح في النجف اضافة الى تأجيل محاكمة مقتدى الصدر الى حين تشكيل حكومة منتخبة (يشار الى ان الصدر متهم بقتل عبد المجيد الخوئي في عام ). وتشمل النقطة الرابعة من الاتفاق الذي تم التوصل اليه مطالبة الصدر بانسحاب قوات الاحتلال من مراكز المدن الشيعية المقدسة في وسط العراق. وكان الصدر أعرب أمس الاول عن استعداده لوقف القتال في حال وافقت قوات الاحتلال على التفاوض معه. لكن الصدر استبعد امس ان تقدم القوات الأمريكية على هذه الخطوة وقال «إننا مستعدون لأي تصعيد أمريكي ولا نتوقع من المحتل أن يكون خلاف ذلك. وشدد الزعيم الشيعي على مواصلة القتال ضد الأمريكان موضحا في الوقت نفسه ان جيش المهدي لم يتم حله دون طلب من المرجعيات الدينية. وقال الصدر في كلمة له داخل ضريح الامام علي في النجف «إني آمل ان أموت شهيدا في هذا البلد واذا كنتم في مكاني لفعلتم الشيء نفسه مشددا على ان القتال ضد الاحتلال يبقى الخيار الوحيد للاستقلال». وأضاف الصدر متوجها لأنصاره «قاتلوا ولا تتوانوا في القتال ولا تتركوا المحتل يدنس مدينتنا المقدسة. **مواجهات دامية وجاءت هذه التطورات التي شهدتها مدينة النجف في وقت جدت فيه معارك ضارية بين أنصار الصدر وقوات الاحتلال الليلة قبل الماضية. وحسب ما أعلنه مسؤول عسكري أمريكي أمس فإن مقاوما قتلوا خلال هذه المواجهات فيما أصيب عدد آخر بجروح. وأوضح هذا المسؤول الكبير ان هذه المعارك أسفرت أيضا عن اصابة سبعة جنود أمريكيين بجروح تمكن أربعة منهم من العودة الى مراكزهم. وفي وقت سابق أكد مدير مستشفى كربلاء العام حسن نصرالله ان تسعة أشخاص من جيش المهدي استشهدوا بينما جرح سبعة آخرون في مواجهات كربلاء الليلة قبل الماضية. وأوضح المصدر ان حالة المصابين تبدو خطيرة مشيرا الى أنهم يخضعون حاليا الى العلاج لافتا الى ان من بين المصابين اثنان من الزوار الايرانيين. وأفاد شهود عيان ان قوات الاحتلال شنت الليلة قبل الماضية عملية عسكرية واسعة في وسط المدينة ومنعت قوات الاحتلال المواطنين من الدخول الى المدينة حيث أقامت حواجز على الطرقات المؤدية اليها. وفي الكوفة استشهد مدني عراقي وأصيب تسعة آخرون بجروح في مواجهات جرت الليلة قبل الماضية بين المقاومين العراقيين والقوات الأمريكية، وفق ما أعلنته مصادر طبية. وأوضحت المصادر ان أحد المصابين توفي في ما بعد متأثرا بجروحه.