٭ القاهرةالجزائر صنعاء (وكالات): تواصلت أمس محاولات الانتحار حرقا من قبل بعض المواطنين العرب خاصة في مصر والجزائر، فيما اتخذت بعض الحكومات العربية اجراءت احترازية لتصاعد وتيرة الاحتجاجات الشعبية في بلدانها. وحاولت امرأة جزائرية الانتحار عبر اضرام النار في نفسها بعدما سكبت البنزين على جسدها بولاية بلعباس وهي أول حالة من نوعها لامرأة من بين عدة حالات حاولت الانتحار على طريقة محمد البوعزيزي. محاولات للتحرر ووقعت المحاولة يوم الاثنين الماضي داخل مقر بلدة سيدي علي بن يوب (26 كلم جنوب غرب ولاية سيدي بلعباس) حينما طالبت امرأة في العقد الخامس من العمر بمساعدة الحكومة في إطار برنامج السكن الريفي. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية نقلاً عن تقارير، أن المسؤولين رفضوا الاستجابة لطلب المرأة ما جعلها تحاول الانتحار حرقا من خلال صب سائل سهل الاشتعال على جسدها و عندما همت بإضرام النار تدخل احد الأعوان لمنعها من ذلك. ونقلت المرأة إلى المركز الصحي بعد إصابتها بجروح على مستوى اليد. وتعتبر المرة الأولى التي تحاول امرأة في الجزائر الانتحار حرقا احتجاجا على الظروف الاجتماعية الصعبة، بعدما كان الأمر مقتصرا على الشباب و الرجال. وانتقلت ما وصفت بأنها «عدوى البوعزيزي» إلى الجزائر حيث أقدم شباب على إحراق أنفسهم احتجاجا على ظروف البطالة وعدم توفر السكن الملائم، وأحدهم وهو أب لطفلين من ولاية تبسة بالقرب من الحدود التونسية. وعلى صعيد متصل نجح أفراد الأمن بنقابة الصحفيين في إفشال محاولة المواطن محمد عاشور الموظف بشركة مصر للطيران، الانتحار بإشعال النار في نفسه على سلالم نقابة الصحفيين أمس الأول. وحسب تصريحات الموظف فإنه أقدم على محاولة الانتحار بعد شعوره بظلم شديد وتعرضه لاضطهاد من رئيسه بالشركة الذي قام بنقله أكثر من مرة من القطاعات التي كان يعمل بها. وكان أفراد الأمن بنقابة الصحفيين قد نجحوا في إفشال محاولة عاشور للانتحار بإشعار النار في نفسه ، ونقلوه داخل مبنى النقابة وهو في حالة هيجان شديد وانفعال، وظل يبكي حتى فقد الوعي، وتم تقديم الإسعافات الأولية له حتى استعاد وعيه مرة أخرى. تهدئة وتهديد وحاولت الحكومات العربية التي شهدت محاولات انتحار احتجاجا على الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتحرك سريعا لكبح جماح المتظاهرين وذلك إما بالتهديد أو بمسايرة المطالب الشعبية. ومن جانبها قررت الجزائر وضع خطة عاجلة من محورين لمعالجة تزايد ظاهرة إقدام مواطنين في البلاد على إضرام النار في أجسادهم. ووفقا لموقع صحيفة «الجزائر نيوز» الإليكتروني، يتعلق المحور الأول: «بإنشاء خلية أزمة تابعة لوزير الداخلية دحو ولد قابلية، والمحور الثاني: تنفيذ حملة توعية عبر المساجد من أجل إقناع الجزائريين بأن هذا الفعل يعتبر انتحارا ويحرمه الدين الإسلامي الذي يعتبر قتل النفس كقتل شخص آخر، أو كمن قتل الناس جميعا». وأضاف أن خلية الأزمة ستعمل على دراسة سبل امتصاص غضب المحتجين وتنفيذ تعليمات الوزير الأول الجزائري أحمد أو يحيى العاجلة لجميع الولاة المؤكدة على ضرورة الأخذ بعين الاعتبار اهتمامات المواطنين.. كما تعمل الخلية على الاتصال بمختلف المناطق في محاولة لإقناع المواطنين بالعدول عن مثل هذه التصرفات. وفي اليمن توعدت الداخلية اليمنية أمس برد حاسم على المتظاهرين في عموم محافظات اليمن الذين يسيّرون مظاهرات يومية منذ الإطاحة ببن علي من السلطة، وذلك إذا «ما تسببوا بأعمال شغب». وأرجعت الوزارة ذلك «انطلاقا من واجباتها للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السكينة العامة»، مؤكدة أنها «لن تتوانى في التعامل بحزم تجاه كل من تسول له نفسه القيام بتلك الممارسات وتعقبهم وضبطهم لتقديمهم للعدالة»، وفق ما نقل موقع «نيوز يمن». وحذر مصدر مسؤول بوزارة الداخلية من «أن أجهزة الأمن, ستتعامل بحزم إزاء أية أحداث شغب أو أعمال فوضى قد ترافق أية تظاهرات, أو مسيرات منحت تراخيص مسبقة وفقا للقانون وذلك انطلاقا من واجباتها للحفاظ على الأمن والاستقرار وحماية السكينة العامة».