لا تزال الاحزان تخيم على سكان حي الجمهورية بمعتمدية المنيهلة من ولاية أريانة فقد رحل الشهيد ثابت أثناء الاحتجاج على النظام السابق... ومازال سكان المنطقة غير مستوعبين طريقة ولا سبب رحيله. ثابت العياري كما عرفه جل سكان المنطقة... يعشق الحياة بأتم معنى الكلمة ولا يفقه في الميدان السياسي ورغم ذلك فقد احتج كجل التونسيين الوطنيين الذين انتفضوا على الظلم والقهر طيلة عقدين ونيف من الزمن... ومن المفارقات أن الشاب ثابت العياري ولد في بيئة ميسورة الحال ورغم ذلك فقد ساند المحتجين المطالبين بالعمل وتحقيق لقمة العيش... جميع من عرفوه طيلة الاحداث فقد كان أهم مطلبه تحقيق الكرامة وهو شعور كل تونسي... كان لثابت أن يحتمي بمنزل والده الحاج منصور العياري وأن ينتظر انتهاء الاحتجاجات ليواصل حياته كغيره لكن ثابت العياري ظل ثابتا في موقفه وواجه الرصاص بجسده النحيل ليعبر عن رأيه والمتمثل في رفضه للسائد من طغيان وظلم واستبداد. رحل الشهيد عن الحياة الدنيا لكن التاريخ سيحفظ اسمه ويبدو أن القدر لعب دوره كما أن نشأته أثرت في شخصه حتى ان اختيار اسمه (ثابت) طبق على أرض الواقع... فقد ثبت في مكانه ليدافع عن مبادئه وليس بالغريب أن يكون شهيدا ويرحل يوم 13 جانفي فهو ينحدر من سلالة «بني عيار» الذين وقفوا في يوم ما أمام طغيان الاستعمار الخارجي ليقف الشهيد ثابت أمام طغيان الاستعمار الداخلي... رحم الله الشهيد ثابت.