شهدت عدد من الجوامع والمساجد تغييرا هيكليا للأئمة الخطباء بينما شهدت المساجد تغيرا في الخطاب الديني لموعظة الجمعة. وأول الجوامع التي شهدت تغييرا هو جامع عقبة بن نافع الذي شهد خلال صلاة الجمعة (22جانفي) غياب أحد رموز النظام السابق وهو النائب البرلماني عن حزب التجمع الذي اضطر الى الانسحاب مكرها أمام ضغط الشارع والمصلين واثر تلقيه تنبيهات ومطالب بعدم صعود المنبر. وقد تولى الدكتور محمد بن عبد الرحمان خليف الخطبة من اقدم منبر في العالم الإسلامي. رغم انه كان من المنتظر ان يصبح الشيخ الطيب الغزي إمام جامع عقبة بناء على طلب مئات المصلين وهو ما ادى الى حدوث تلاسن وجدل قبيل صلاة الجمعة وإثرها رغم عدم رغبة الشيخ الغزي في الدخول في جدال وفتنة وفق تأكيده. وأوعز بعض المصلين بالقيروان دعوتهم الى تنحية الإمام «التجمعي» السابق الذي فرضته السلطة على المنبر وعلى المدرسة القرآنية بالقيروان كما فرضته في مجلس النواب لأربع دورات متتالية، هو وصفهم لنائبهم في البرلمان بالمتواطئ مع النظام السابق في اكثر من مجال في مجالات سياسية ومدنية واجتماعية وبلدية، رغم ما يعرف عنه بالجرأة المفرطة والشجاعة في الظاهر الى جانب تسببه في تندي مستوى الخطاب الديني ودخول عدد من المصلين الى السجن وفق تاكيد بعضهم. كما يرون ان نائبهم في البرلمان لم يتدخل بالشكل المطلوب في ما يعرف بقضية خفض صوت الأذان التي شهدتها أروقة مجلس النواب، إضافة الى ما شهده جامع عقبة في فترة «وصايته» من تراجع كمنارة عالمية وذلك بسبب ما اعتبروه تسييس الخطاب الديني وخدمته لاجندا النظام السابق. رغم ان انتقاده لخدمات الحج كانت قد فجرت جدلا في البرلمان وهي احدى النقاط الايجابية التي تحسب لهذا النائب القيرواني. جدال واختلاف من جهة ثانية تسبب صعود الدكتور محمد بن عبد الرحمان خليف الى أقدم منبر في العالم الإسلامي في وقوع جدال ومناوشات كلامية بينه وبين أنصاره من جهة وبين منادين بتولي الشيخ الطيب الغزي منبر الجمعة في جامع عقبة بفضل ما يعرف عنه من فصاحة وبلاغة في التعبير وفقه وعلم غزير ومن نضال وصمود في وجه الاملاءات السياسية ورفضه الدعاء لرئيس الدولة على المنبر علاوة على خطبه الهادفة الرصينة وفق وصف بعضهم. وقد مثل تغيير امام جامع عقبة حدثا مميزا تناقلته الأحاديث كما تناقلته وسائل إعلام عالمية بينها قناة الجزيرة التي سجلت خطبة الجمعة واجرت حوارا مع الامام الجديد. ويرى البعض ان مسألة أهلية إمام جامع عقبة لا تزال محل اختلاف وخلاف يأمل ان لا تكون لديه انعكاسات كبيرة على المشهد الديني في ولاية القيروان أول قبلة في افريقية.