مكتب القيروان " التونسية " على غرار ما تعيشه كل القطاعات في البلاد من انفلاتات أمنية و اقتصادية و اجتماعية متعددة, تشهد بعض المساجد لا سيما الكبرى منها خلال هذا الشهر الكريم انفلاتات دينية غير مسبوقة بالمرة, و الدليل ما حدث في جامع النصر بطريق حفوز في مدينة القيروان في أول رمضان و ذات ليلة عندما رفضت مجموعات دينية وصفوهم المصلين "المستقلين" بالسلفية ذكر تسبيح خاص اعتاد كل المصلين ذكره و الدعاء به أثناء صلاة التراويح و عقب كل 4 ركعات. هذا الجدل حول هذه النقطة بالذات أثارت حفيظة عدد كبير من المصلين " المستقلين " الذين تعاطفوا مع الشيخ المغربي إمام الجامع الذي ذعن في نهاية الأمر و لبي طلب " السلفيين " و الإحجام عن الدعاء تفاديا مثلما رآه لأي مشاكل أخرى قد تطرا خاصة و أن الأحداث التي حصلت من ضرب و شتم داخل المصلي و أحداث عنف في مشهد مؤسف سيبقي في ذاكرة كل الصائمين لأول رمضان بعد الثورة. وقد خلفت هذه الحادثة أسفا كبيرا لدى الناس الذين قرر العديد منهم عدم التوجه الى هذا الجامع و التحول إلى آخر يجد فيه راحته. هذا و قد طفت مؤخرا على سطح هذه الأحداث دعوات صادرة عن نفس المجموعة (السلفية) لصلاة العيد في البطحاء المقابلة لمقام الصحابي أبي زمعة البلوي( سيدي الصاحب ) وذلك بتعليق الملصقات والإدعاء بأن المساجد الثمانية المحيطة بالمقام ستغلق أبوابها وسيقود الصلاة إمام جديد على الساحة وهو متخرج من المدرسة السعودية, و سبق لهذا الشيخ أن افتك منبر احد الجوامع بعد أن تم طرد إمامه المتخرج من الزيتونة. كما ادعى هؤلاء بأنّ هذا القرار يتم بمباركة الشيخ الطيب الغزي إمام جامع عقبة وكذلك إدارة الشؤون الدينية. الشيخ الغزي كذّب الأمر و نفي بان يكون قد وافق على هذا الأمر أو حتّى تمّ الاتصال به مؤكدا على أنّ الصلاة ستتم كعادتها داخل الجوامع المؤهلة لاستقبال المصلين في أحسن الظروف .أما ممثل الشؤون الدينية فقد شدد في كلامه على ضرورة احترام المساجد التي ستواصل عملها دون أي تغيير محذّرا من التعرّض للمصلين والأيمة الذين سيقصدون هذه المساجد التي ستكون مفتوحة كعادتها. , وأمام هذا الاضطراب نفوا السلفيين بان تكون الدعوة صادرة عنهم ولم يتبنّوها و قالوا في المواقع الافتراضية أن أصحاب الفكرة هم شباب مسلم بالجهة و يريد أن يصلي صلاة العيد كما صلاها النبي عليه الصلاة و السلام فهل في هذا عيب؟ ليبقي التساؤل مطروحا حول الدوافع التي حملت هؤلاء لإجبار الناس على افعال هي في الأصل محسومة.