شهدت البلاد كما هو معلوم في الفترة الأخيرة العديد من عمليات النهب والتخريب، وقد كانت من أهداف المخربين كذلك، ضيعة حمدي المدب رجل الأعمال المعروف ورئيس الترجي وإن سلمت مصانعه من الهجمات فإن ضيعته الموجودة بمنطقة «حي الحفصية» من معتمدية برج العامري قبالة مدرسة الطيران العسكري ببرج العامري تعرضت الى النهب والتخريب. «الشروق» زارت المكان للوقوف على حجم الضرر، الناجم عن عملية النهب. آثار الدمار عندما تتجوّل في الضيعة التي تمسح حوالي 500 هكتار يسهل عليك رصد آثار الدمار الحاصلة جرّاء عملية المداهمة وذلك من خلال سيارة اشتعلت بأكملها وكوم من التبن الذي تحوّل الى رماد بعد حرقه إضافة الى بعض مظاهر التخريب. شهود عيان تحدثوا ل «الشروق» عن ان عملية المداهمة حصلت يوم 14 جانفي في حدود الساعة التاسعة ليلا عن طريق مجموعة تضم حوالي 30 شخصا كانوا ملثمين وغير معروفين فهم ليسوا من أبناء المنطقة، وبعد إضرام النار في العديد من المواقع تمكنوا من سرقة 100 خروف وبعض الأبقار ثم عادوا مرة أخرى وفي نفس الليلة وبعد ساعتين من الزمن تقريبا لسرقة ما تبقى من أغنام وأبقار وخيول، لكن الحراس تمكنوا من التصدّي لهم. خسائر المزرعة تحتوي على حوالي 130 بقرة و600 خروف و145 من الخيول التي كان حمدي المدّب يقوم برعايتها هناك وفي نفس هذا المكان تمت تربية الخيول التي كان رئيس الترجي يشارك بها في السباقات والتي كانت تسمى «درّاجينهو» و«اينرامو» و«الحمروني» و«زاغالو» و«رونالدوينهو»... ومن حسن حظ المدّب ان مركز تجميع الحليب «دليس» الذي يبعد عن المزرعة قرابة 1 كلم لم يتعرض الى هجوم وإلا لكانت الخسائر وأكثر جسامة. استهداف حمدي المدب لم يقتصر على المنطقة التي قمنا بزيارتها بل شمل ايضا ضيعته الموجودة بمنطقة بئر مشارقة من ولاية زغوان وهي ضيعة مخصصة لتربية الأبقار الحلوب وفيها حوالي 700 بقرة . وقد تعرّضت كذلك لعملية مداهمة أدّت الى ضياع حوالي 400 بقرة بين ما هو مسروق وما هو مفقود وبصدد البحث عنه بعد أن تفرقت القطعان. المشكلة قد تتجاوز البعد المالي لتطال البعد الاجتماعي كذلك اذا ما اعتبرنا ان العاملين في هذه الضيعات قد يصل عددهم الى 100 عامل ما يعني انقطاع مورد رزق البعض منهم وبالتالي تأزم أوضاع بعض العائلات. أسباب مجهولة بحثنا عن أسباب استهداف حمدي المدّب وإن كان ذلك مدبّرا أم يأتي في إطار السرقة وعمليات النهب التي طالت مختلف المناطق في هذه الفترة، فلم نجد اجابة واضحة، فبعض العاملين في الضيعة الموجودة بجهة حي الحفصية الذين رفضوا الافصاح عن أسمائهم قالوا ل «الشروق» إن المدب ليست لديه مشاكل مع الناس هنا، بل هو رجل معروف بدماثة اخلاقه وكرمه ولكن ما لم يفهموه هو لماذا تعمد المداهمون القيام بأعمال تخريب بعد ان حصلوا على مبتغاهم من المسروقات.. العمّال مايزالون تحت تأثير صدمة تلك الليلة المرعبة ومازال الخوف يسكنهم من تكرار العملية، خاصة في ظل غياب الحماية مما اضطرهم الى حراسة المكان ليلا ونهارا وبالتداول.. أرقام مسؤول عن إدارة الضيعة أعلم «الشروق» ان الخسائر في الاعلاف وصلت الى 27500 «بالة» قرط و6800 «بالة» تبن اضافة الى سرقة 109 من رؤوس الأغنام وقد قدّرت ب 142 مليونا، ومن المنتظر ان تتقدم إدارة الضيعة بشكوى لمركز حرس المرناقية في الأيام القادمة.